آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الطعام في الطريقة الصوفية بين الرمزية والوظيفة - الزاوية القادرية البودشيشية - نموذجا (5)

الطعام في الطريقة الصوفية بين الرمزية والوظيفة - الزاوية القادرية البودشيشية - نموذجا (5)

5 - الطعام أداة لتعزيز وتقوية الرأسمال الرمزي لشيخ الطريقة الشيخ حمزة

لترسيخ قيم الجود والكرم الذي يعتبر الإطعام إحدى صورها، يقوم مقدمو الزاوية والفقراء القدامى باستحضار وجود الشيخ حمزة وهمته على مائدة الطعام، ليردوا له فضل كل ذلك الطعام، فهو الذي رباهم على هذه القيم وجمعهم وألَّف بين قوبهم، ليؤكدوا على أنه هو الذي أوصى بالتجمع والتزوار والتراحم، وأنه عندما يصله خبرالتزام الفقراء بالوظيفة والاعتكاف ينشرح قلبه، وتفيض عليهم إشراقاته.

ويُفهمُ من هذا الحديث أن الطعام يشكل وسيلة اتصال روحي بشيخ الطريقة، ويوطد العلاقة الروحية بين الفقراء. فالشعور بالتواصل مع الله ومع الشيخ لا يتحقق للفقراء من خلال غقامتهم علاقة أو اتصال، ولكنه يأتيهم من خلال تأدية الفعل الديني، والذي يتمثل في فعل إطعام الطعام وتناوله. لذلك تجد معظم البودشيشيين يحبون أكل طعام الزاوية فمن خلاله يشعرون بالتواصل مع الله ومع الشيخ حمزة.

يتضح مما سبق أن الطعام ليس إلا صورة من الصور التي تظهر فيها عظمة الشيخ وبركته، صورة الأب المربي الذي استطاع أن يجمع حوله هؤلاء الفقراء بمختلف أعمارهم، ومستوياتهم العلمية والاجتماعية والاقتصادية، وأن يؤلف بين قلوبهم. وغالبا ما يعزو الفقراء حضور الأعداد الهائلة من المريدين خاصة في المناسبات الدينية، وجلوسهم حول موائد الطعام إلى كرامات الشيخ حمزة وبركاته، فهو بالنسبة لأهم وحده قادر على جمع الناس بهذا الشكل، لذلك تسمعهم على مائدة الطعام، سواء في الزاوية بمداغ أو بالنعيمة او فروعها، يكررون عبارات "هاد الشي راه فيه خير عظيم الخير كلو هنا" في إشارة غلى المكان والطعام. إنها حالات عقلية وانفعالية، مشاعر وسلوك كونها الفقراء حول عملية إطعام الطعام، ما يجعلها ذات طبيعة مقدسة. 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية