الشيخ سيدي جمال الدين شيخ الطريقة القادرية البودشيشية هو العارف بالله، سيدي جمال الدّين، بن الشّيخ الوارث المُحمّدي، سَيّدي حمزة قدّس الله سرّه، بن الشيخ سيدي العبّاس، بن الشّيخ المجاهد سيدي المختار، سَنداً مُتّصلاً، روحياً وصُلبيّاً، إلى سيدي عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سره.
وُلِد رضي الله عنه بقرية مَداغ العامرة، بناحية بركان بالمملكة المغربية، سنة 1942م، أخذ عن شيخه العارف بالله سيدي بومدين بن المنوّر، طّيب الله ثراه، وثُلّة من الشيوخ العلماء النابغين، الجامعين بين علوم الحِكم والأحْكام، فتلقّى رضي الله عنه القرآن الكريم، وحمل الضّروري من علوم الدين.
تدرج في أسلاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية.
نال دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية والحديث بدار الحديث الحسنية.
نال دكتوراه الدولة من دار الحديث الحسنية، سنة 1422هـ موافق2011م.
وقد سرْبله المولى جل وعز، بسِربال إِذْنِ الحَضْرتين، وسلكه في سلك الأفراد المصطفين، الواصلين الموصِّلين، بعد التحاق شيخه ووالده، العارف بالله، سيدي حمزة، قدّس الله سره، بالرفيق الأعلى يوم الأربعاء 19 ربيع الثاني من سنة 1438هـ/2017م .
وكان ذلك بإذن الله وفضله، طبقا لمَنْطوق الوصّية التي تركها الشيخ سيدي حمزة قدّس الله سرّه في هذا الصدد الجلل، وهي وصية كانت بمثابة التّجسيد والإنفاذ، لما سبق به الإِمداد، وفق النطق المعاد، للشيخ الوالد سيدي حمزة أعلى الله مقامه، والذي نصه: «أللِّي عْنْدي عْنْدْكْ»، وهو يفيد تصريحا أن الإِذْن الشّريف الذي قُلِّده قدّس الله سره، مِنْ لَدُن شيخه الوارث سيدي الحاج العباس طيب الله ثراه، كان إذْنا مُثَنى، لم يكن الشيخ سيدي جمال رضي الله عنه منه مُستثنى، والحمد لله على ذلك، زاد الله في مدد شيخنا وبركاته، وأدامه ذخرا لهذا الفضل ومَراماته، ونفعنا بهديه المحمدي وتقويماته، آمين،والحمد لله رب العالمين.
من أقوله :
- إن التوجه كما هو معلوم عند القوم، يعتبر شرطا لتزكية النفوس وتهذيبها، وتحقيق الاستمداد والترقي الروحي بالتدرج في تحصيل سني المقامات وصفي الأحوال.
- فعلامة شكر نعمة هذه الصحبة، وتقوية هذه الرابطة بين المريد وشيخه، هو الإكثار من ذكر الله امتثالا لقوله تعالى:﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا﴾.
- الذكر المأذون يحيي القلوب ويطهرها من الذنوب وينقيها من الكدورات والشهوات ويخرجها من الغفلات، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، كمثل الحي والميت»، فيصير المريد مشتغلا بعيوبه لا بعيوب غيره، ف«ذكر الله دواء وذكر الناس داء» كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم.
- لذا أوصيكم وألح عليكم ألا تغتروا بالكلام المعسول، فالسر لا يوجد إلا في قلوب الرجال الذين اختارهم الله واصطفاهم وأهلهم من بين خلقه للتربية وتنوير الخلق.
- فطريقتنا هذه مبنية على التمسك بالكتاب والسنة مصداقا لقوله تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾.