آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح أنوار السرائر وسرائر الأنوار

شرح أنوار السرائر وسرائر الأنوار


شرح الرائية المسماة بأنوار السرائر وسرائر الأنوار للشيخ العارف بالله تاج الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف القرشي التميمي البكري الصديقي الشريشي الصوفي ولد بسلا ونشأ بالمغرب واستوطن الفيوم ( مصر) وبها توفي.

عنوان المخطوط: شرح انوار السرائر وسرائر الانوار

اسم المؤلف: احمد بن يوسف الفاسي.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

قالَ الشيخُ الفقيهُ العالمُ العلّامة المحدِّث العارف الوارعُ سيدي أحمد بنُ يوسف بنُ محمد بنُ يوسف الفاسي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا ببركاته آمين وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله رب العالمين.

الحمدُ لله الكبير المتعال، الواحد الصمد العزيز الجلال، المتردي برداء العظمة والكبرياء والكمال، بارئ النسم، ومبدع الحكم، وفالق الإصباح وملهم الأرواح بما شاء من نفائس الإصلاح، ومبدأ أمة شريفة فاقت سائر الآنام، وجعل فيها ومنها علماء حكماء وصيّرهم معالم الهدى، ومصابيح الاقتداء فلا يزال فيهم أئمة أعلام، بهم تفوح الجنّة وتتضح الحجّة حاملين أعباء الخلق حائزين نصبَ السَّبق، وقدم الصدق متضلعين بالحقيقة متمسكين بعروة الدين وشعار الإسلام، وصلى الله وسلم على النور الأوّل الذي منه امتدّت الأنوار، والسرُّ الأكمل الذي منه انشقت الأسرار، المنَبّأ وآدم بين الماء والطين، والمُرسل أوّلًا وباطناً رحمةً للعالمين، والمبعوث آخراً وظاهراً بشيراً ونذيراً للأحمر والأسود والجن والإنس أجمعين سيدنا ومولانا محمَّدٍ بن عبد الله صاحب الكلمة الجامعة والرسالة المحيطة والوسيلة والدّرجة الرَّفيعة والحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، لبنة التمام، ومن له الفتح والختام، والحائز للمقامات العلية بالتمام، وعلى آله وأصحابه أولي النهى والإصلاح، أعلام الأمة ومصابيح الظلام، ومن تبعهم بإحسان وتابع تابعيهم ما دامت الليالي والأيام.

وبَعد : فلمّا كانت القصيدة المسمّاة ب(أنوار السرائر، وسرائر الأنوار) للشيخ الإمام الهمام العالم العلّامة، البحر الفهّامة، المشارك المتبني الزاهر العامل العارف الكامل المحقق المرقي الواصل أبي العبّاس تاج الدين أحمد بن محمد البكري المعروف بالشريشي أفرغ الله عليه شآبيب الرضوان وأسكنه في فردوس الجنان من أجل ما نظَّم في تدريج السلوك، إلى حضرة مَالك الملوك، لكونها مع صغر جرمها، غزير علمها، ذات عبارات رائعة، وعذوبة في نظمها،ومعانٍ فائقة، وطلاوة قد صحبتها حسبما نبين بعض ذلك في محله، فاحتوت على جملة من آداب الطريق ومهمَّاتٍ وترويج سلوكه، وذكر أحواله ومقاماته.

وكان فقراء العصر ومَن قبلهم يتعاطونها ويهتمون بها ويحضهم شيوخهم عليها ولم يكن لها مع ذلك شرح يرفع عن وجوه أسرارها حجب الامتناع، وينشر بين يدي أخدانها حلل الاتباع. رأيتُ أن أضع عليها شرحاً يكمل به الإمتاع، لا آل جهداً في تحقيقه وإيضاحه وجهد المقل يستحسن ويشكر وإمساك المكثر ذنب لا يكاد يُغفر والحامل لي مع ذلك عليه أيضاً أن بعض الإخوان لم يزل يلح علينا ويتردد بالمسألة إلينا في وضع شرح عليها والله ينفعنا وإياه بما جرى على أيدينا بسببه، وكنتُ أفتتح لقلّة فهمي وعلمي وقصر باعي ووقوفي مع شاهدي ورسمي ثم ظهر لي أن الإجابة أوجب، وإلى الإصابة أقرب، لانقراض العلم وذهاب أهله وظهور الجهل وكثرة الدعاوى الكاذبة ونسبة الطَّريق لغير مستحقه، وإتيان البيت من ظهره، وقصره على غير وجهه، فتحيَّن لي جواب السائل على قدر الاستطاعة والقائل راجعين في ذلك لما ينقل من معادنه، ويفتح الله به من كريم خزائنه، طالبين من ذوي العلم إصلاح ما يظهر من اختلاله، وسائلين فضلهم نظرة بالشفقة والانصاف، وإصلاح خلله بالتأويل والتصحيح والإسعاف، فإنّ من صنَّف فقد استهدف، ومَن أظهر علمه فقد ولّى الناس حكمه، ومن ستر مسلماً ستره الله، ومن تتبع عورة أخيه تتبَّع الله عورته، والمؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يتتبع العيوب، والله سبحانه أسأل أن ينفع به من قصده ويوفق للعمل به أو ببعضه من اعتمده، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، ويجعله حجتنا الراجحة علينا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محَمَّدٍ المصطفى الكريم وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية