آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صفات الأولياء وما أعدَّ الله لهم من الفضل الجميل والأجر الجزيل

قال الله تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ}أي الذين يتولونه بالطاعة، ويتولاهم بالكرامة، ولا خوف عليهم من لحوق مكروه، ولا هم يحزنزن على فوات مأمول، والآية كمجملٍ فسَّره قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

يقول ابن عربي{ أَلَا إنَّ أوليَاء الله } المستغرقين في عين الهوية الأحدية بفناء الأنية { لا خوف عليهم } إذ لم يبق منهم بقية خافوا بسببها من حرمان ولا غاية وراء ما بلغوا فيخافوا من حجبه { ولا هم يحزنون } لامتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم، فيحزنوا عليه. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل من هم؟ فقال: " هم الذين يذكروا الله برؤيتهم " وهذا رمز لطيف منه عليه السلام. وعن عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من عباد الله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله " ، قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم وما أعمالهم؟ فلعلنا نحبهم. قال: " هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس "


يقول القشيري : ويقال البشارة العُظْمَى ما يجدون في قلوبهم مِنْ ظَفَرِهم بنفوسهم بسقوط مآربهم، وأيُّ مُلْكٍ أتمُّ من سقوط المآرب، والرضا بالكائن؟ هذه هي النعمة العظمى، ووجدانُ هذه الحالة هو البشرى الكبرى.

وقال أبو سعيد الخراز رضي الله عنه : إذا أراد الله أن يوالي عبداً من عباده فتح عليه باب ذكره، فإذا اشتد ذكره فتح عليه باب القرب، ثم رُفع إلى مجلس الأنس، ثم أجلسه على كرسي التوحيد، ثم رفع عنه الحجب وأدخله دار الفردانية، وكشف له عن الجلال والعظمة، فإذا عاين ذلك بقي بلا هو، فحينئذٍ يفني نفسه ويبرأ من دعاويها. هـ. فأنت ترى كيف جعل الفناء هو نهاية السير والوصول إلى الولاية، فَمن لا فناء له لا محبة له، ومن لا محبة له لا ولاية له.

قال الإمام أحمد بن عمر في "التأويلات النجمية" : ثم أخبر عن مجازاتهم فقال: { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } [يونس: 64] أي: المبشرات التي هي تلي النبوة من الوقائع التي ترى بين النوم واليقظة والإلهامات والكشوف وما يرد عليهم من المواهب والمشاهدات، كما قال صلى الله عليه وسلم: " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " ، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } [يونس: 64] وبشراهم بكشف القناع عن جمال العزة عن سطوات تجلي نور القدم وزهوق ظلمة الحدث وليبقوا بإبقاء الحق رحمة منه كما قال الله تعالى:يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ } [التوبة: 21].

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية