فمتى طلبتَ الحقّ بالعقل ضَللتَ ومتى طلبتَ الآخرة بالهوى ضللتَ.
فمتى طلبتَ الحق بالفعل المذكور ضللت عن الوصول إليه ، ومتى طلبت الآخرة المذكورة بالهوى المذكور ضللت عن الوصول إليها.المؤمنُ فينظرُ بنورِ اللهِ والعارفُ ينظرُ به إليهِ.
المؤمن الكامل وهو من تطهّر من الشركين الظاهر والخفىّ ينظر بنور الله إلى ما منّ به عليه من الجود، إذ به تنكشف له الأشياء ولاية {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} والخبر "اتّقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله."والعارف هو المستغرق بالله عمّا سواه ينظر به أى بنور الله إليه لإنكشاف حجاب الغفلة عن قلبه.
مَا دُمتَ أنتَ معكَ أمَرنَاكَ فإذا فَنَيتَ عنكَ توَلَّيناكَ.
مادمت أنت معك أى مع نفسك غير مستغرق بنا أمرناكَ ، أى كلّفناك بالمجاهدة لأنك فى محل الفرق، فإذا فنيتَ بإستغراقك بنا عنك، أى عن نفسك تولّيناك بالرعاية والعناية والفضل وغيرهما مما لم تصل اليه بكسب لأنك فى محل الجمع.فما تولَّاهم إلَّا بعدَ فَنَائِهِم فيهِ.
فما تولاّهم، أى السالكين الاّ بعد فنائهم فيه.
مَا دُمتَ أنتَ أَنتَ فأنتَ مُرِيدٌ فإذا أفناكَ عنكَ فأنتَ مرادٌ.
مادمتَ أنتَ أنتَ، أى ترى لك وجودا وعملا وإرادة فأنت مريد، فإذا أفناك عنك مولاك فأنتَ مراد، فالإرادة هى إفراد الحقّ بالطلب والإعراض عن كل ما سواه، والمريد هو السالك المبتدئ الذى يرى له وجودا وعملا، والمراد هو الملحوظ بعين العناية الربّانيّة المستغرق بالله تعالى. فالمريد حامل للكدّ والمراد محمول عنه الكدّ، وشتّان بين الحامل المكد والمحمول المعان.اليقينُ الأدومُ غيبتُكَ عنكَ وُجودُكَ بِهِ.
اليقين الأدوم غيبتك عنك ووجودك به تعالى، وذلك بأن تغيب عمّا سواه تعالى.ولليقين ثلاثة حالات : بداية وتوسط ونهاية على منوال علم اليقين وعينه وحقّه، وأوّلها قد لايدوم لبقاء الرسوم والأَخيران دَائمان لكن الأخير أدوم فإنه مشاهدة بكشف السرّ وهي أعلى مراتب اليقين. فكن بيقينك مع الله فقط وتأمّل.