وأربعة أحوال يتسهَّل معها النَّصب والمشقَّات : حال يسلم معه الدين، وحال يَسلم معه العرض، وحال تسلم النَّفس، وحالٌ يسلم معهُ الجسم. ولا يتمُّ ذلك إلاّ بعد التحفظ من أربعة : وهم إبليس، والهوى، والدنيا، والنفس. فإنَّ وساوس إبليس لا تسكُنُ، وشرَّ النفس لا يهدأ، وحُبُّ الدنيا لا يخلُوا، وأسباب الهوى لا تزول. ومن صان أربعة فقد صان دينه وأخلص يقينهُ : من صان نفسه من الوساوس الشيطانية، وعقلهُ من الطبائع الإبليسيَّة، وفكره من التخيُّلات الفاسدة الرديَّة، وبصرهُ من نظر الخنا الموصل بالزنا المتولِّد من الشهوات البدنيَّة البهيميَّة. وأربعة تدل على نقص العقل : أمان الخائن، ومشورة الجاهل، ونصح العدوّ، وتصديق الكذَّاب. وأربعة مقرّ الخطأ : المركن إلى نفسه، والمستكفي برأيه، والراضي بعقله، والمعتمد على قوَّته. وأربعة تورث التعب ولا يُؤمَن معها العطب : توقع ما لا يصير واستطار ما لا يكون، والطمع فيما لا يوجد. وأربعة تستجدي السلامة : ترك الفضول، ومحبَّة الجهول، واستحباب الرسول، ومشاورة ذوي العقول. أربعة مراتب هُنَّ قوام المطالب : العقل قوام الدِّين، والمراقبة قوام العظمة واليقين، والعلم قوام العمل، والعزلة عن الناس قوام السلامة من السفل ونسأل الله تعالى أن يرزقنا من مراحمه.