تحقيق : حقيقة الفقر في ظاهر الطريقة غير ما هو باطن الحقيقة، فالظاهر فقر الزهاد من الأعراض الدنيوية، والباطن فقر الأفراد من الأغراض الأخروية شغلاً بالله عما سواه لمن شهد ذلك ورآه.
تدقيق : تفاخر الغني مع الفقير.
فقال الغني : أنا وصف الرب الكبير، فما أنت أيها الحقير.
فقال الفقير : لولا وصفي لما تميَّزَ وصفك، ولولا تواضعي ما رفع قدرك، فأنا وصفي وُسِمَ بذلِّ العبودية، وأنتَ وَصفُكَ نازَعَ الربوبية، ومن نازع قُصِم، ومَن سَلَّم سَلِمَ.
تحقيق : التبس حال الفقير على غير النبيه، فقال : الفقير غير الفقيه، وما علم أن الراء هي الهاء.
إنَّ الفقيرَ هو الفقيه وإنما راء الفقيرِ تجمعت أطرافها
تدقيق : الفقير الفقيه من حَطَّ حمل الرحال على أعتاب الرجال، حتى أرضعته طريَّ لبن الصدور، وأغنته عن قديد ميت السطور.
فانتصح يا فقيه القال، واسمع يا فقير الحال، وافْن بالله عن الرسوم، واخرج عن كل معلوم.
يا فقيه الجدال، هذا الجدّ آل ادخل حَانَ أخيارنا، نصيِّرك من أخبارنا، ونسقيك صافي الشراب بعد نقيع السراب.
يا فقيه النقل، يا عقول العقل، سترَ عنك نور الكشف حجاب أنيّتك العقلية، والذوق غيّر طعمه عندك مرارة العلوم النقلية.
يا فقيه الاسم دون المسمَّى الغلط أوجبه تشابه الأسماء لو عرفتَ معنى الفقير والفقيه كنت الحاذق النبيه.
الفقيه من فقه عن الله، وفنى به عمن سواه، فلو كنت بهذا الوصف كنت الفقير صدقاً، والفقيه عند الله حقًّا.
تحقيق : اتِّصاف الرب سبحانه بوجود الغنى المطلق، هو الذي أوجب لنا الفقر المُحَقَّق، وبهذا الاتِّصاف حصلت الألطاف؛ لأن من رحمة الغني أن يجود على الفقير، ويجب المسكين الكسير.
تدقيق : ما أتى باب الغني الكريم فقير فخاب، ولا قصد حماه فغلق دونه الأبواب.
على بابِك الأعلى مددتُ يد الرجا ومَن جاءَ هذا الباب لا يخشى الردى
إلى كافة الصوفية بجميع الآفاق