آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مدارج السالكين إلى رسوم طريق العارفين (8)

قال الأشياخ : ومن أعظم القواطع للمريد معاشرة الذين يطلبون العلم بغير العمل، ويشتغلون بالفروع الطّالعة مما لا يحتاج أحد من الناس إليها طلبًا للرياسة على أقرانهم، ربما تزينوا للمريد أن الاشتغال بما اشتغلوا به أفضل من الاشتغال بذكر الله عز وجل فيتبدد عزمه، وينحل عمّا كان عقده مع شيخه فيُمقت فلا يصير يفلح بعد ذلك أبدًا.

وقد وقع للجنيد رضي الله عنه مع جماعة من طلبة العلم ببغداد تركوا مجلس شيخهم في الفقه وجالسوا الجنيد في الحلقة فتكدر شيخهم من ذلك وبسط لسانه في الصوفية، فأرسل إليه الجنيد وقال له : يا أخي العبد إذا كان قصده لقاء محبوبه هناك طريقان، أحدهما : ألا يصل إليه منها إلا في ثلاثين سنةٍ والأخرى : يصل إلى محبوبه منها في دون سنة، أيّهما يبغي أن يسلك ؟ فقال الفقيه : يَسلُك أقربها وأقصرها زمنًا، فقال الشيخ : صدقتَ، فقال الفقيه : طريقنا هي الأقرب إلى الله تعالى من طريقكم، فقال له الجنيد: بل طريق ذكر الله تعالى أقرب إلى الله من طريق معرفة أحكامه لأنها متعلقة بالخلق، وطريق الذكر متعلقة بالحق تعالى، فقال له الفقيه : أظهر لي علامة على ذلك، فقال الجنيد لشخص : خُد هذا الحجر وارميه وسط حلقة هؤلاء الفقراء، فجاء بالحجر ورماه فصعقوا كلهم بقول الله الله، ثم أمره بحجر آخر وأن يرميه في وسط حلقة جماعة من الفقهاء، فلما رماه نظروا كلهم إليه شرَّا، وقالوا : أمّا يجوز لك أن تضربنا وهذا حرام عليك، فقال الفقيه للجنيد : أنا أستغفر الله ثم صحبه وصار من أكبر أصحابه.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية