آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح -11

باب فوائد الذكر على الإجمال


من رام فوائده فليتبع النصوص الواردة بفوائده وليست بالقليل وليس إلى حصرها من سبيل، وذكر الئمة له فوائد فلنذكر الحاضر على الخاطر فنقول :

الذكر يطرد الشيطان، ويمنعه ويكسره، ويُرضي الرحمن ويُسخط الشيطان ويُزيل الهمّ عن القلب والغم ، ويجلب الفرح والسرور، ويُذهب الترح والشرور، ويُقوّي القلب والبدن ، ويصلُحُ للسرّ والعلن، ويُبهج القلب والوجه ويُنوّره، ويجلب الرزق وييسره، ويكسو الذاكر مهابة، ويُلهَمُ به في كلّ أمر صوابه ودوامه للمحبّة سبب من الأسباب وهو لها من أعظم الأبواب، ويورث المراقبة الموصلة لمقام الإحسان الذي فيه يعبد الله العبد كأنّه بالعيان ويورث الإنابة، فمن أكثر الرجوع بذكره أورثه الرجوع إليه في سائر أمره، 
ويورث القرب من الرب ويفتح باب المعرفة في القلب، ويورث العبد إجلالاً وهيبة لربه والغافل حجاب الهيبة رقيق على قلبه، وبه يحيا قلبُ البشر كما يحيا الزرعُ بوابل المطر، 
وهو قوت الأرواح كما أنّ الغذاء قوت الأشباح، وجلاء القلب من صداه الذي هو الغفلة واتباع هواه، وهو للفكر كالسراج الهادي من الظلمة إلى المنهاج، ويُحبط الذنوب والخطيئات { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }، ويُزيل الاستيحاش الحاصل بين الرب وبين العبد الغافل، وما يذكره العبدُ من نحو تسبيح وتكبير وتهليل وتمجيد يذكرْنَ  بصاحبهنّ حول العرش المجيد والعبادات كلها في يوم القيامة تزول عن العبد إلا ذكر الله والتوحيد والحمد، ومن تعرف إلى الله في الرخاء بذكره تقرّب إليه في الشدة ببرّهن وفي الأثر : "أن المطيع الذاكر الله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله حاجته قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف، والغافل المُعرض عن الله إذا دعاه أو سأله قالت الملائكة : يا رب صوت منكر من عبد منكر" ولا عمل من الأعمال أنجى منه من عذاب الله ذي الجلال، وهو للعبد سبب لنزول السكينة عليه وحفوف الملائكة به ونزولها لديه وغشيان الرحمة وما أجلّ ذلك من نعمة، وهو للسان شاغل عن الغيبة والكذب وكلّ باطل والذاكر لا يشقى به جليسه ويسعد به أنيسه ومجلسه لا يكون عليه حسرة يوم القيامة ولا يكون عليه ترة ولا ندامة، والذكر مع البكاء والعويل سبب لنيل ظلّ العرش الظليل يوم الجزاء الأكبر، والوقوف الطويل، ومن كان ذكر الله له عند المسألة شاغل أعطي أفضل ما أعطي سائل ويتيسر على العبد في عموم الأوقات وأكثر الحالات، وحركة الذكر على اللسان أيسر حركة على الإنسان، وهو غراس الجنان، والجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كما جاء في الأحاديث الحسان، وهو سبب للعتق من النيران والأمان من النسيان في الدنيا ودار الهوان، وشاهده (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) كما جاء في القرآن نسيان الله للعباد ينسيهم أنفسهم وذلك غاية الفساد، وهو نور للعبد في دنياه وقبره ونشره وحشره، وهو رأس الأصوات وباب الوصول ومنشور الولاية الذي به على النفس والهوى يصول، وإذا رسخ في القلب ووقع وصار اللسان له كالتبع استغنى الذاكر وارتقى وارتفع والغافل وإن كان ذا مال فهو فقير أو ذا سلطان فهو حقير، ويجمع على الذاكر قلبه المتفرق وشمل إرادته وعزمه المتمزّق ويفرق حزنه وذنبه، وجند الشيطان وحزبه ويقرب من قلبه الآخرة ويبعد عن قلبه الدنيا وإن كانت حاضرة، وينبه القلب الغافل بترك اللهو والباطل.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية