سهل بن عبدالله بن يونس، التُستري، نسبة إلى تُسْتَر، وبها مولده سنة 200هـ، وقيل غيرها.
صحب خاله محمد بن سوّار، ولقي في الحج ذا النُّون المصري وصحبه.
وكان له صلة بأهل الحديث، وارتبط بهم ارتباطاً وثيقاً، إذ كانوا موضع إعجابه.
قال أبو نعيم: "الشيخ المسكين، الناصح الأمين، الناطق بالفضل الرصين...".
وقال الهجويري: "وكان من محتشمي أهل التصوف وكبارهم".
وقال السلمي: "أحد أئمة القوم وعلمائهم..".
وقال الذهبي: "شيخ العارفين..، الصوفي الزاهد".
وقال في تاريخ الإسلام: "من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد، وله كلام نافع في التصوف والسنة".
ووصف الهجويري طريقته: " وطريقه الاجتهاد، ومجاهدة النفس والرياضة".
وقال: "إنه جمع بين الشريعة والحقيقة".
وذكر السمعاني بأنه صاحب كرامات وآيات.
وقد ابتلي سهل بإخراجه من تُستر إلى البصرة، فبقي فيها حتى مات، وسبب ذلك كما قال السّراج أنه قال: "التوبة فريضة على العبد مع كل نفس"، فسعى من سعى وهيج العامة وكفّره ونسبه إلى القبائح عند العامة حتى وثبوا عليه، وكان ذلك سبب خروجه عن تُستر وانتقاله إلى البصرة رحمه الله.
مؤلفاته:
لم يؤلف سهل أي مؤلف، ولم يذكر من ترجم له أي كتاب، إلا ما نجده عن ابن النديم حيث سمى له كتاب: دقائق المحبين، مواعظ العارفين، جوابات أهل اليقين.وإنما الذي جُمع عنه أونُسب له: إجابات عن أسئلة أو تفسير لبعض الآيات من الكتاب العزيز.ومما طبع له:
1- تفسير القرآن العظيم، لم يتعرض فيه لتفسير القرآن آية آية، بل تكلم عن آياتٍ معينة، وفيه إجابات أسئلة وُجهت إلى سهل، وهو من أوائل تفسير الصوفية.
2- المعارضة والرد على أهل الفرق وأهل الدعاوى في الأحوال.
هي إجابات لأسئلة وجهت إليه من تلميذه أبي الحسن أحمد بن سالم وغيره، وهو الذي رواها، وموضوعاتها في التوحيد والمعرفة واليقين... .
ولعل الراوي أبا القاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله الزاهد هو من سماه بهذا الاسم، مع أن المحقق لم يذكر أنه وجد هذا العنوان على المخطوط، وليس في الكتاب ردٌ على الفرق سوى مسائل قليلة جداً.
أقواله :
- كلُّ فعل يفعله العبد بغير اقتداءٍ، طاعة كان أو معصية فهو عيش النفس، وكل فعل يفعله بالاقتداء فهو عذاب على النفس.
- وفي التفسير المنسوب له قال في تفسير قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) قال سهل: الحكمة إجماع العلوم وأصلها السنة.
- ليس لأهل المعرفة همة غير هذه الثلاثة إذا صلحوا: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى، والاقتداء هو الافتقار، والصبر على ذلك إلى الممات.
- وسُئل عن المعرفة فقال: "لا ينالها أحد إلا بعد المكابدة، فيتلذذ بمخالفة هواه أكثر مما يتلذذ بمتابعة هواه فعند ذلك يعرف".
- لا يطلق روح العبد في معرفة الله حتى تستقيم نفسه في طاعة الله.
- لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه.
- فكل وَجْد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل.
وفاته:
توفِّي سهل - رحمه الله - في البصرة في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين (283هـ).
ما قاله سيدي سهل هو العرفان الحق خاض بحار المعرفةبتطبيڨ الكتاب والسنة فافاض الله عليه العلم العلم اللدني واجتباه فأصبح من أهل الله وخواصه
ردحذفصحيح
حذف