آخر الأخبار

جاري التحميل ...

وصايا الشيخ المربي سيدي جمال الدين رضي الله عنه

وصايا الشيخ المربي سيدي جمال الدين رضي الله عنه

يقول العارف بالله سيدي جمال الدين رضي الله عنه :

  • إن شيوخ التصوف غالبا لا يتكلمون بل يتركون آثار سرهم النبوي ينطق عنهم، وهم لا يسعون إلى الشهرة أو الظهور بقدر ما يحرصون على تعميم رحمة الهداية بأذواقها وأسرارها وأنوارها ومعارفها، فالتصوف يحصل بالذكر وليس بمطالعة كتب التصوف، فلابد من صحبة الشيخ العارف بالله المتمكن الذي يوصلك إلى بر أمان المعرفة الآمنة من كل غلط أو شطط.
  • مدار الطريقة على الكتاب والسنة ولذالك فهدفها هو استقامة الفرد، وإذا استقام الفرد استقام المجتمع. ويجب على المريد أن يتجنب كل ما من شأنه أن يشوش على أخلاقه من شبهات ومحرمات لأن السر الإلهي طيب لا يقبل إلا طيبا ولأن نبتته طاهرة لا تنبت إلا في قلب طاهر، فعلى الفقراء أن يحرصوا على طهارة وشرعية مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ومختلف جوانب عيشهم من أن يدنسها حرام.
  • التوجه في الذكر لا يكون إلا لله تعالى والحرص على الاستمداد من شيخك أمر تربوي لامناص منه لأنه بمثابة الأستاذ ينبهك دائما من سهوك وغفلتك بتعليق قلبك دائما بالله، لأن قلبه منغمس في حضرة الله على الدوام ولذالك استحق بهذا الوصف أن يكون شيخا للتربية الصوفية " ألا أن لله رجال إذا رؤوا ذكر الله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • على الفقير أن يعمل في نهاره بكل إخلاص ويتوجه إلى ربه في كل ليلة كي ينصلح ويستقيم حاله ومقاله ولا ينال هذا الأمر إلا بالجد والاجتهاد وليس بالنوم والكسل ومضيعة الوقت في الملاهي وفيما لا يعود على الإنسان بطائل سوى تضييع دينه وصحته وعقله ...
  • الطريقة القادرية البودشيشية مجال تربوي روحي منفتح على الإنسان كيفما وأينما كان لأن أي إنسان في أمس الحاجة إلى التخليق " إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .لأن طلب الله والتعطش إليه لا يخضع لمقاييس التصنيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بل إن الطريقة مأوى للطالب لله في معرفته وإصلاح حاله، لا تقبل التحييز بطبيعتها الروحانية الربانية، تحب الجميع وتقبل عليهم وتنظر إلى سر الرحمن في عباده، سر النفخة الروحية فيهم تزيل عنها ركام الغفلة وحجب البشرية وظلمات النفس والشيطان.
  • إن خطاب التربية الروحية لطريقتنا خطاب رحمة للعالمين متعال عن طلب الشهرة لذاتها أو الظهور لذاته.بل أمر رحمة محمدية مهداة لمن أراد أن يغترف من معينها ويشرب من عينها.
  • الطريقة مدرسة كبيرة تكون الفرد على الإحسان والإتقان والإخلاص في العمل، كل في ميدان اشتغاله، لأن الوطنية الحق هي خدمة البلاد بإخلاص وإتقان دون عوض أو مقابل أو حظ من الحظوظ.
  • الطريقة تربية ومجاهدة دائمة للنفس،ولذالك على المريد أن يقاوم دائما الملل الذي يعتريه في طريق الذكر القويم وذالك بالتغلب عليه بالاستمرارية فيه بدون انقطاع.
  • ليس الغرض في الطريقة الحضرة وحركات الأجسام بل ثمرتها هي استقامة الأقوال والأفعال إذ الأحوال مواهب على المريد أن يحفظها ويحافظ عليها بالصدق والحلال في الكسب والأعمال.
  • الطريقة ليست تقوقعا على الذات وانعزالا عن المجتمع بل هي مشاركة فعالة فيه باعتبارها تركز على تربية الفرد حتى يصبح صالحا في ذاته نافعا لغيره ومجتمعه ووطنه والناس أجمعين. فكلما نحرص على أعمال الدنيا يجب أن نحرص على أعمال الآخرة " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا" .

الإشارة: العدد 23 ذو الحجة 1423 هـ ـ مارس 2002 م

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية