وسُئل عن التوكل
فقال رضي الله عنه : هو اشتغال السر عن الله فينسى ما يتوكل عليه لأجله ويستغني به عمّن سواه فترتفع عنه حشمة الغنى في التوكل والتوكل استشراف السر بملاحظة عين المعرفة إلى خفي غيب المقدورات واعتقاده حقيقة اليقين بمعاني مذاهب المعرفة فإنها مختومة لا يقدح فيها تناقض اليقين.
وسُئل عن التوكل
فقال رضي الله عنه : التوكل حقيقة كحقيقة الإخلاص وحقيقة الإخلاص ارتفاع الهمة عن طلب الأعواض على الأعمال فذلك التوكل هو الخروج عن الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب سبحانه وتعالى ثم قال رضي الله عنه : يا غلام كم يُقال لك ولا تسمع وكم تسمع ولا تفهم وكم تفهم ولا تعمل وكم تعمل ولا تخلص ولا تغيب في إخلاصك ووجودك.
وسئل عن الإنابة
فقال رضي الله عنه : الإنابة طلب مجاوزة المقامات والحذر من الوقوف على الدرجات والترقي على أعلى المكنونات والاعتماد بالهمم على صدور مجالس الحضرة ثم الرجوع من الكل إلى الحق بعد حضور الحضرة ومشاهدة هذه المحاضرة والإنابة والرجوع منه إليه حذراً ومن غيره إليه رغباً ومن كل تعلق إليه رهباً، قيل له رضي الله عنه إبليس يقول : ( أنا ) فطرد ، والحلاج يقول : ( أنا ) فقرب ؟
فقال : الحلاج قصد الفناء بقوله ( أنا ) ليبقى هو بلا هو ، فأُوصِلَ إلى مجلس الوصال ، وخلع عليه خلعة البقاء . وإبليس قصد البقاء بقوله ( أنا ) ، ففنيت ولايته ، وسلبت نعمته ، وخفضت درجته ، ورفعت لعنته .
وسئل عن التوبة
فقال رضي الله عنه : التوبة نظر الحق تعالى إلى عنايته السابقة القديمة لعبده وإشارته بتلك العناية إلى قلب عبده وتجريده إياه بالشفقة مجتذباً إليه قابضاً فإذا كان ذلك كذلك انجذب القلب إليه عن كل همة فاسدة وتابعه الروح ووافقه العقل وصحت التوبة وصار الأمر كله لله.
وسُئل عن التوكيل
فقال رضي الله عنه : حقيقة كحقيقة الإخلاص ارتفاع الهمة عن طلب الأعواض على الأعمال وكذلك التوكل هو الخروج من الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب.
وسُئل عن الدنيا
فقال رضي الله عنه : أخرجها من قلبك إلى يدك فإنها لا تضرك.
وسئل عن البكاء
فقال رضي الله عنه : ابك له وابك منه وابك عليه.
وسُئل عن التصوف
فقال رضي الله عنه : الصوفي من جعل ضالته مراد الحق منه، رفض الدنيا وراءه، فخدمته ورزقته أقسامه؛ وحصل له في الدنيا قبل الآخرة مرامه، فعليه من ربه سلامه.