آخر الأخبار

جاري التحميل ...

فتح الرحمن لشرح رسالة الولي رسلان (8)

مَا صَلُحتَ لنا مَا دَامَتْ فِيكَ بَقيَّةٌ لِسِوَانَا فَإِذَا حَوَّلْتَ السِّوَى أفْنَيْنَاكَ عَنْكَ فصلحت لنَا فَأَوْدَعنَاك سِرَّنَا.


ما صَلحت لنا مادام فيك بقية لسوانا دنويّة او أخرويّة لأنك حينئذ لا تصلح لمقام العبوديّة الذى هو القيام بالله لله؛ لأنك إذا أتيت ذنبا عظيما إذ من الذنوب العظيمة عندهم أن ترى لك وجودا مع الله تعالى، وإليه أشار الجنيد بقوله : "وجودك ذنب لايقاس به ذنب" فإذا حوّلت السوى عنك بأن خرجت عنه حتّى عن الفناء، أفنيناك بعلمنا ونورنا عنك حتى صرت لاترى لك وجودا، بل ترى بالله الوجود وهو لله، فصار قلبك محلا لسرّنا الربّانى وهو معنى يعجز الفكر عن تصوّره واللسان عن التعبير عنه، فصلُحت حينئذ لنا فأودعناك سرّنا فما صلح للسّر إلا بعد أن أفناه عنه مولاه وأبقاه به له فصار حرّا عن رقّ الغير ومحلا للأسرار، فالمطلوب التجرّد عما سواه تعالى.

 إذا لم يَبقَى عَليكَ حَرَكَةٌ لِنفسِكَ كَمُلَ يَقينُكَ وإذا لم يَبْقَ لكَ وُجودٌ كَمُلَ توْحِيدُك.


إذا لم يبق عليك حركة لنفسك تخرجها عنك كمُلَ يقينك لاستغنائك به تعالى وإذا لم يبقَ لك وجود عندك بأن فنيت عما سواه تعالى كمل توحيدك لعجزك عن إدراك ما حصل لك من المعرفة فهى الغاية التى لاتدرك، واليه الإشارة بخبر : "سبحانك ما عرفناك حقّ معرفتك" وخبر : "من عرف الله كلّ لسانه". 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية