قال ابن عطاء الله :
(مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ إِلاَّ وَلَهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ)
قال ابن عباد :
الأنفاس أزمنة دقيقة، تتعاقب على العبد ما دام حيًّا، الأنفاس أزمنة دقيقة تتعاقــــب على العبد ما دام حيّا، فكل نفس يبدو منه ظرف لقدر من أقدار الحق تعالى ينفذ فيه كائنا ما كان، فإذا كانت جزيئات العبد ودقائقه قد استغرقتها أحكام الله تعالى وأقداره، وكان جميع ذلك يقتضي منه حقوقا لازمة من حقوق الله تعالى يقوم بها، وهو مطالب بذلك ومسؤول عنه وعن أنفاسه التي هي أمانة للحق عنده، لم يبق له إذ ذاك مجال لتدبير أمور دنياه، ولا محل لمتابعة شهوته وهواه.
تعقيب
تشير الحكمة إلى ضرورة التسليم بكل ما يجري به القدر والقضاء، فإذا علمت أيها الإنسان أن أنفاسك قد عمَّها القدر، ولا يصدر منك ولا من غيرك إلا ما سبق به علمه، وجرى به قلمه، لزمك أن ترضى بكل ما يجري به القضاء، وإذا كانت الأنفاس معدودة، فما بالك بالخطوات والخطرات، وغير ذلك من التصرفات.
مشيناها خطا كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها