بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و
صحبه أجمعين
أما بعد : فهذه خمسة عشر مكتوبا للأستاذِ القطبِ الربَّاني و الغَوْثِ الصَّمداني الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس اللهُ سرَّه العزيز، كانت بلسان العَجَميّ مُشتملةً على حكمٍ ومواعظَ، بأنواعِ بأنواع الاستعارة والتشبيهِ والاقتباسِ والتَّضمينِ لنَحْوِ مائتينِ و
خمسةَ و سبعينَ آية قرآنية، ومُشيرةً إلى أذواقِ وأحوال الصُّوفيَّة، فنسخَ للفقيرِ علي بن حُسام الدّين الشَّهير بالمُتَّقي أن أعرَبَهُ وأُتَرجِمَهُ مَضمون المكتوبِ مع اعترافهِ بأنَّهُ مؤزَجي البضاعَةِ في العباراتِ لاسيَّما في التَّرجمة إشارةُ إمامِ أهل الإشارة وهي هذه :
المكتوب الأول
أيها العزيز إذا أَومضَتْ بُرُوقُ الشُّهودِ من غَمامِ فَيْضِ : (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) وهَبَّتْ رَوايِحُ الوُصولِ مِن مَهَبِّ عِنَايَةِ :(يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) تَزْهَرُ رَياحينُ الأُنْسِ في رياضِ القُلُوبِ و تَتَرَنَّمُ بَلابِلُ الشَّوْقِ في
بَساتينِ الأرْواحِ بِنَغماتِ : (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ). وتشتَعِلُ نيرانُ الاشتياقِ في كوانينِ السَّرائِرِ وَتَكِلُّ أجْنِحَةُ أطيَارِ الأَفْكارِ في فضاءِ العَظَمةِ من غايةِ الطَّيرانِ وَتَضِلُّ عنِ الطَّريقِ فَحُولُ العُقُولِ في بَوَادي المَعرفَةِ وتُزَلْزِلُ قَواعدُ أركانِ ألافهامِ من صَدَمَةِ الهَيْبَةِ وتَجْري سُفُنُ العَزائمِ في لُجَجِ بِحارِ : (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) بِرِيَاحِ : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال) وعندَ تَلاطمِ أمواجِ بَحْرِ عِشْقِ : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) يُنادي كلُّ واحدٍ بلسانِ الحَالِ : (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ
الْمُنْزِلِينَ) فَتُدْرِكُهُمْ سَابقَةُ عِنايةٍ : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى) وتَنْزِلُ على ساحِلِ جُوِديِّ : (مَقْعَدِ صِدْقٍ) وتُوَصِّلُهُم الى مجَاَلسِ سُكارى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) وتَبْسُطُ لهم سُمَاطَ نَعيمٍ : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) وتُديرُ عليهم كُؤوسُ الوُصولِ من دِنانِ القُرْبِ بأيدي سقاة ِ: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) و يَتشرَّفون بِمُلْك أبَدًا ودَولَة سَرْمَدًا : (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا).
شرح رسائل الشيخ عبد القادر الجيلاني الشيخ سمير عبد الحي
ردحذفhttps://asrare.net/node/585954
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف