وعند بعضهم : هو الرؤية بالبصيرة بحيث تُشابه الرؤية بالبصر كمال المشابهة، ولا يتكلمون بجميع ما شاهدوه ببصائرهم؛ لأنهم لو تكلموا به لأدى إلى المحال، والمؤدي إلى المحال مُحال؛ وذلك لأن قلبهم يسع الحق لمَّا مرَّ، والحق يسع الأشياء كلها، فالقلب يسعها أيضا فتكون كلماته كلمات الرب ووَرد : {لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف : 109]، فكلمات العارف كذلك فلا يتكلم، بل لا يمكن التكلم إلا ببعض ما شاهدوه، أو نقول : لا يتكلم القوم إلا بالبعض دون الكل؛ لأن بعض ما شاهدوه مما لا يقال أو لا يجوز فيه القول، فلا يتكلمون إلا بما يُقال، ويجوز فيه أن يُقال.
آخر الأخبار
جاري التحميل ...