آخر الأخبار

جاري التحميل ...

القبول والمحبة/ الاشتغال نحو الآخر

عندما تعيش التجمعات البشرية لحظتها المأزومة تحاول أن تنفك من إسارها بشتى الوسائل، أي إنها تعود إلى ذاتها مستثمرة شرارة الوعي الداخلي، فما يجري اليوم من أحداث على مسرح العلاقات بين الكيانات المختلفة القريبة والبعيدة، يترجم حالة تلاشي الوعي بالذات والابتعاد عن مشارفها، وهو ما يستلزم حراكا جديا لإعادة الاعتبار إلى القيم والانطلاق من روح الدين، التي تدعو إلى التسامح والمحبة، والوعي يتفجر عادة في مثل هذه الأوقات، ولقد قصدت توظيف مفردة الوقت للتعبير عن الزمن، و«الوقت ما أنت فيه» كما يقول أبو علي الدقاق، والوقت مصطلح صوفي، و«الصوفي ابن وقته»، يعني إنه «مشتغل بما هو أولى به في الحال»، وإن كان الحال من متعلقات المقام الذي يرتقيه الصوفي، إلا إنه يرتبط أيضا بالزمن الراهن، وهو لب اشتغال الصوفي الذي يعنيه كثيرا راهنه الروحي في فيوضاته على المحيط، فالصوفي في مدارج السلوك، تتفجر في أعماقه العاشقة للحقيقة حالات المحبة والوجد والقبول، فيتعدى بها ذاته إلى الآخر، أي آخر.

 فالصوفي كما ورد في أحد أبسط التعاريف للكتاني: «التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الصفاء»، فالصوفي من صفا قلبه لله، ولعل المحبة والقبول تفسر لنا شيئا من مراحل التنقية التي يمر بها الصوفي من تخل وتحل وتجل، فهو يتجلى بالمحبة والقبول، إعلانا منه على إنه في طبيعة وجودية تختلف عما قبل التخلية، وهو التغيير المطلوب في ترقي السالك درب المعارج، وكأن التجلي هو نتاج ما يندمج فيه الصوفي خلال مرحلتي التخلي والتحلي.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية