الباب الثاني
في الحث على سلوك هذه الطريق وبيان فضلها
اعلم أن طلب الكمال من أشرف الخصال،والكمال: هو التخلي عن الأوصاف الذميمة، والتحلي بالأوصاف الحميدة.
والأوصاف الذميمة هى: الجهل، والغضب، والحقد، والحسد، والبخل، والتعاظم، والكبر، والعجب ، والغرور، والرياء ، وخبتُ الجاه ، والرئاسة،وكثرة الكلام، والمزاح، والتزين للخلق، والتفاخر،والضحك ، والتقاطع، والتهاجي ، وتتبع العورات ، والأمل، والحرص ، وسوء الخلق .
والأوصاف الحميدة هى : العلم ، والحلم ، وصفاء الباطن، والإكرام، والتذلل، والرفق ، والتواضع،والصبر، والشكر، والزهد ، والتوكل ، والمحبة ، والشوق ، والحياء ، والرضا، والإخلاص ، والصدق ، والمراقبة ، والمحاسبة، والتفكر، والشفقة، والرحمة على الخلق، والحب فى الله، والتأنى فى الأمور، والبكاء، والحزن، وحب الخمول، وحب العزلة، وسلامة الصدر، والنصح وقلة الكلام، والخشوع، والخضوع وانكسار القلب وحسن الخلق.
والمراد من سلوك طريق التصوف : الاتصاف بالكمال، والخلاص من قبيح الخصال، وهذا شيء مطلوب مأمور به.
أما الخلاص من الغضب : فقال له صلى الله عليه وسلم : "ما غضب أحد إلا أشفى على جهنم"، وروي عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله، مُرْني بعمل وإن قلّ، قال له : "لا تغضب"، ثم أعاد الكلام، فقال له : "لا تغضب".
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما تعدون القوي فيكم ؟، قلنا : الذي لا تصرعه الرجال، قال : ليس ذلك، ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب"