فــصـــل
هذه الكلمة أولها كفر وآخرها إيمان، فعالم العدل وقفوا مع (لا إله) فوقعوا في الكفر، فقيل لهم لا تقيموا في هذا المنزلالأول واعبروا إلى المنزل الثاني : (يا أيها الذين آمنوا)، وعالم الفضل وقفوا في المنزل فقيل لهم : (والمؤمنون كل من آمن بالله) فشتان ما بينهما.
فــصـــل
أوّل مَن وقع في من عالم العدل في كفر (لا إله) مطرود الملائكة إبليس، وأوّل من دخل في عالم الفضل إلى إيمان (إلا الله) صَفْوَةُ الحضرة آدم عليه السلام، فجعل رأس جريدة العدل المبين،وجعل رأس الفضل آدم عليه السلام.
احذر أن تلحق إبليس فتلحق بغير أبيك فتقطع نسبة الآدمية وتصل نسبة الشيطانية فتنادي على نفسك بالمشاركة فيك :(وشاركهم في الأموال والأولاد) إن عاملك بعدله ألحقك بإبليس رأس جريدة عالم العدل، وإن عاملك بفضله ألحقك بآدم رأس جريدة عالم الفضل ف(لا إله) مرتبطة ب(إلا الله) والكلمة واحدة لا تفصل بينهما إلا (إله)، ثم و(إلا الله) ترياقا، فكما أن من شرب السّم صرفاً ولم يشرب معه ترياق يهلك، فكذلك من شرب سمّ (لا إله) ولم يشرب معه ترياق (إلّا الله) فإنّه يهلك، وأما من شرب الترياق على السمّ فهو لا يهلك، فشتان ما بين مالكٍ وهالك.
فــصـــل
ما لم تصل حدود (لا إله) بحدود (إلا الله) فأنت في خرابة من خربات الحصن، ف(لا إله) بعض الحصن وبعض الحصن لا يكون حصناً فإن الله تعالى قال : (لا إله إلا الله حِصني) وما قال الله تعالى (لا إله) حصني فحسب، فالكلمة بأسرها هي الحصن لا جزء منها، فإذا اتصلت حدود (لا إله) بحدود (إلا الله) فقد تمّ الحصن وكمُلَ بأجزائه وأركانه، فإن كل حصنٍ لا بدَّ له من أربعة أركان، وقولك (لا إله إلا الله) أربع كلمات، كل كلمة منها ركن. فما لم تصل الحدود فالحصن لم يتم بأركانه، وكما أنه له أربعة أركان من جهة الصورة فله أربعة أركان من جهة المعنى، وهي الصلاة والزكاة والصوم والحجّ وهي الخامسة "بُنِيَ الإسلام على خَمس".