آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نشر الزهر في الذكر بالجهر (5)

ومنها : ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده والبزار والطبراني في الحكم من طريق يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ وَعُبَادَةُ حَاضِرٌ فَصَدَّقَهُ وَقَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " فِيكُمْ غَرِيبٌ ؟ يَعْنِي : أَهْلَ الْكِتَابِ ، فَقُلْنَا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَأَمَرَ بِغَلْقِ الْبَابِ ، وَقَالَ : " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَقُولُوا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ " ، فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا ، وَوَعَدْتَنِي عَلَيْهَا الْجَنَّةَ ، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ " . وهذا صريح في أنه صلى الله عليه وسلم جهر به وأسمعهم، وظاهر أنه لم يكن نصا في أمرهم بالجهر ثم فيه دليل الذكر جماعة مجتمعين على الذكر، ودليل لتلقين الذكر للمريدين كما يفعله المشايخ، ودليل لإخلاء المجلس عن الأجنبي والمنكر لهذا الشأن حالة التلقين وغير ذلك مما فصلناه في الأنباه على تحقيق إعراب لا إله إلا الله وبالله التوفيق.

ومنها : ما أخرجه البيهقي عن زيد بن أسلم قال : قال ابن الأدرع : " انطَلَقْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليلةً، فمرَّ برجُل في المسجد يرفع صوته،قلت : يا رسول الله، عسى أن يكون هذا مرائيا، قال : "لا، ولكنَّه أوّاه " . وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين : "إنه أوّاه"، وذلك أنه كان يذكر الله. وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله : أن أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر، فقال رجل: لو أن هذا خفض من صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دَعْهُ فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ". قال ابن الأثير في النهاية :الأواه المتاوه والمتضرع، وقيل : هو الكثير البكاء، وقيل : هو الكثير الدعاء. هذا حديث حسن على شرط الترمذي لوروده من غير وجه وعدم اتهام أحد من رواته بالكذب فهذا رفع الصوت بالذكر في المسجد قد أقره النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما لما أقره.



التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية