فــصـــل
ما دمت مُـلوَّثاً بالنظر إلى ما سواه فلا بد لك من نفي " لا إله " ، ما دمت تعتمد إلى رياسة العلم والجاه فلا بدَّ لك من نفي " لا إله " ، ما دمت ترى في الوجود سواه فلا بد لك من نفي " لا إله "، فإذا غبتَ عن الكل في مشاهدة صاحب الكل استرحت من نفي " لا " ووصلت بإثبات " إلا الله " ( قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) متى تتخلَّص من ذكر ما لم يكن وتشتغل بذكر من لم يزل تقول :" الله الله الله " فتستريح عما سوى الله .
فــصـــل
كلمة " الله " أربعة أحرف حاصلها ثلاثة أحرف ألف و لام و هاء ، فالألف إشارة إلى قيام الحق بذاته و انفراده عن مصنوعاته ، فإن الألف لا تعلق له بغيره والحق سبحانه و تعالى أيضاً لا تعلق بغيره ، و اللام إشارة إلى أنه مالك جميع المخلوقات ، والهاء إشارة إلى أنه آوى من في السموات و الأرض و إن شئت أن تقول قل الألف إشارة إلى تألف الحق للخلق بإسباغ النعم والزرق ،واللام إشارة إلى لوم الخلق بالإعراض عن الحق ، والهاء إشارة إلى هَيَمَـان أوليائه في المحبة والعشق كما قيل :
ألف التآلف للخلائق كلهم واللام لام اللوم للمطرود
والهاء هاء متيم في حبه مستهتر بالواحـد المعبـود