آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مدارج السالكين إلى رسوم طريق العارفين (11)


ومنها : أن لا يكتم عن شيخه ممَّا خطر له من محمود ومذموم، لكن لا يذكر الخواطر إلا ما دام وتكرّر، فإن أعلمَ شيخه بجميع الخواطر يستغرق الزمان كله لكثرتها، إذ هي سبعون ألف خاطر في الليل والنهار، ثمّ إذا ذكر المذموم لشيخه فليكن ذلك سراًّ لا على رؤوس الأشهاد، كما يفعله بعض فقراء الشام والمغرب؛ فإن ذلك خروج عن سياج أهل الطريق وفتح لباب التجريح لهم، وأمّا ما وقع لبعض الصحابة من الإقرار بالزنا بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك في حدود الله عز وجل، فأخبروا عن أنفسهم بها إيثاراً لحقّ الله على أنفسهم، ولعلمهم أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وكان ذلك أيضاً أيام تنزل الاحكام وإظهارها في الوجود. أما طريق المحققين من الصوفية فإنما هو ذكر الخواطر التي عفا الشارع عنها وتجاوز عن عوام أمته فيها، بخلاف الحدود الشرعيّة فإن الشارع قد أمرنا بسترها، وذلك لأن عموم الناس لم يدخلوا طريق التربية وليس لهم داعية إلى الترقي، وذكر الكلام بين غير أهله عورة بخلاف ذكر ذلك للشيخ والله أعلم.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية