ومنها : أن لا يكتم عن شيخه ممَّا خطر له من محمود ومذموم، لكن لا يذكر الخواطر إلا ما دام وتكرّر، فإن أعلمَ شيخه بجميع الخواطر يستغرق الزمان كله لكثرتها، إذ هي سبعون ألف خاطر في الليل والنهار، ثمّ إذا ذكر المذموم لشيخه فليكن ذلك سراًّ لا على رؤوس الأشهاد، كما يفعله بعض فقراء الشام والمغرب؛ فإن ذلك خروج عن سياج أهل الطريق وفتح لباب التجريح لهم، وأمّا ما وقع لبعض الصحابة من الإقرار بالزنا بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك في حدود الله عز وجل، فأخبروا عن أنفسهم بها إيثاراً لحقّ الله على أنفسهم، ولعلمهم أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وكان ذلك أيضاً أيام تنزل الاحكام وإظهارها في الوجود. أما طريق المحققين من الصوفية فإنما هو ذكر الخواطر التي عفا الشارع عنها وتجاوز عن عوام أمته فيها، بخلاف الحدود الشرعيّة فإن الشارع قد أمرنا بسترها، وذلك لأن عموم الناس لم يدخلوا طريق التربية وليس لهم داعية إلى الترقي، وذكر الكلام بين غير أهله عورة بخلاف ذكر ذلك للشيخ والله أعلم.