المكتوب السابع
أيها العزيز تجاوز عن عالم غرور (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) واذكر منازل أهلِ الحُضور (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) عسى تشُمَّ بِمَشَامِ قلبكَ رائحةً من نفحاتِ بُستانِ (فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) وتَشربُ جُرعَةً من جَامِ (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ) و تُكشفُ عليك دقائِقُ (لقد جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) وأنت على بساط تفريدِ (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ) و تسمعُ من مَسامِرِ أنسِ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) وسرِّ (شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) فتارةً تَطْرُبُ من غايةِ الشَّوقِ بِاِلْتِذَاذِ نغمات خطابِ (فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) وتارة تَخْفضُ رأسكَ من مُراقبةِ الحُزن من سَطَواتِ هَيْبَةِ (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) وتارةً تَتَمسَّكُ بحَبلٍ مَتين (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) وتارةً تتعلَّقُ بِعِلاقِ (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ) وتارةً تنجوا بساحلِ (وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) وتَجتني من حدائقِ (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوالِقَاءَ رَبِّهِ) ثَمَرات (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً) وتَغرِفُ بأيدي الإخلاص من أنهار (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا) في ظل سِدْرَةِ (إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وتَتَمتَّع من مائدَةِ نَعيم (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ) و تسمعُ من مُنادي الفضلِ نِداءَ (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ).