عنوان المخطوطة : رد رسالة عبدالعزيز بن سعود التي أرسلها إلى علماء الشرق والغرب.
المؤلف : القادري محمد بن محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزَّل على رسوله الفُرقان، ومَنَّ بفضله على عبيده الإيمان، وأزاحَ عنهم الشرك بنور التوحيد والعرفان، وهداهُم إلى إلى حُسن الظن بالله وبالإخوان، وأدخلهم دار كرامته والرضوان، وضلَّ بعدله من شاء منهم وابتلاه بسوء الظن والخذلان، ومتابعة الهوى والنفس والشيطان، وصيَّره من أهل النيران، ومرافقة الأذِلاَّء ذوي العُدوان، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكْملان، على سيد جميع الأكوان، وعلى آله وأصحابه الذين هم خير القرون قرنا بعد قرن إلى آخر الزمان.
وبعد : فيقول أسير الذنوب، ومنبع النقائص والعيوب، أدنى الورى من غير دفاع ،وخادم نِعال العلماء والفقراء من غير نزاع : كنت أسمع من سنين، من إخواننا المؤمنين، من أهل النجد والزبير، حفظهم الله تعالى من كل ضَيْر، حكاية ابن عبد الوهاب وتلميذه عبد العزيز بن سعود، الخارجة عن قوانين الشرع بعدول من الشهود، ونحن نقول يا إخوان نَوَّرَ الله بصائركم بالهداية، وأيَّدكم بنور التوفيق والولاية، وحفظ قلوبكم من الجهل والفساد، والعناد وسوء الظن بالعباد، ولا تُسيئوا الظن بابن عبد الوهاب وتلميذه لعلَّهُما على الرشاد، قال تعالى : {وَلَا تَجَسَّسُوا} وقال ﷺ :{إذا ظننتم فلا تُحقِّقوا} لأنه لا ينبني عليه حكم شرعي رباني، وإنما هو وسواس شيطاني، يفرِّق به الشيطان لعنه الله بين قلوب المسلمين، ويوقع به العداوة والبغضاء بينهم في الدنيا والدين، والشرع المحمدي ليس فيه هذا الأمر الباطل، ولا يدخل شيئاً من أحكامه هذا الظن العاطل، وإنما صاحبه مبتدع ضال، أدخل في الشريعة ما ليس فيها فلزمه أليم التكال، ولعلّ مرادهما بها كذا وكذا من المعاني والتأويلات الصحيحة،بقدر ما في وُسعي وطاقتي الضعيفة، وإذا ما ظفرتُ بها أقول لا أدري مرادها، العلمُ بحر زاخر لا ساحل له، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} حتى اطلعتُ على رسالة عبد العزيز بن سعود، الله يجزيه بعَدْله على السعي فيها في اليوم المشهود، التي بعثها إلى علماء الشرق والغرب، ليتأمَّل فيها بعين الانصاف حزبٌ منهم بعد حزب، حتى يتبيَّن ما هو عليه من الدين الجديد للواحد الأحد، الذي اندرس من نحو سبعمائة سنةٍ وما ظفِر به أحد، لا من المتقدمين ولا من المتأخرين، ومات وأظهره هو وأحياه بإلهام رحماني قال تعالى :{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} أو بوحي شيطاني قال الله عز وجل : {شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖفَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} وكل من مات على غير هذا الدين مات مشركاً شركا أكبر وهو في نار جهنم مخلد، هل هو حق أم باطل ؟ وهل هو مصيب فيه أو مخطئ ؟ لأن الإنسان يكرم أو يهان، عند الامتحان.
فتأملتُ فيها من أولها إلى آخرها وأمعنتُ النظر فيها وإنَّا إن شاء الله في ذلك الوقت كنتُ خالياً عن الأغراض النفسانية، والوساوس الشيطانية، جردتها عن نفسي بقدر ما في وسعي وما كان مقصودي إلا ظهور الصواب، حتى نمشي عليه إذا وفقنا رب الأرباب، وحسنُ الظن به كذلك.
فإذا هي مشحونة بوساوس وخرافاتٍ وهميةٍ، لا يطابق أكثرُها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، بل هي إلهامات شيطانية، فتبين أنه باطل وهو مخطئ ومفتري وكاذب، كما بين جميع ما فيها من الدسائس والخُرافات والافتراءات، وما أضيف إليها من الحكايات الخارجات عن المسموعات من الثُّقات، ثم أبطله براهين ودلائل هي كالجبال الراسخات، من الآيات والأحاديث الصحيحات.