آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لماذا يـعـبد الصوفية الله؟

مع عمر ابن الفارض يُـــلغي الصوفية الطمعَ في الجنة والنجاةَ من النار كحافزيْــن على العبادة؛ إنما الدافع الأساس عندهم هو حـــب الله، فهم يعبدونه من أجل حبه؛ هكـــــذا قرر سلطان العاشقين عمر بن الفارض ومَن ذهب مذهبه. والمحبة هي واسطة العقد التي تؤســس للشعر الصوفي برموزه وإيحاءاته، فـهي لــيلى التي يـشدون بها وقد أضنتهم وأرقتهم ومزق حبُّها أوتار قلوبهم. بذلك لم يزل الشعر الصوفي عصي التفكيك. وكأني بسلطان العاشقين أقام مملكة الحب وجلس على عرشها يأمر وينهى.. تخطى الحواجز التي وقف عند حدها الشعراء وتعلق بالمتعالي ومبدع الجمال.

كما جعل الصوفية الخمرة رمزاً للمحبة لتعدد أوجه الشبه بينهما؛ مــن شرِب طرب، ومن سكِر أبدى الأسرار برفع الأستار، هي لذة للشاربين، في الدنيا محرمة، وفي الآخرة مكرّمة؛ وذلك لعظم شأنها وقوة سلطانها، وما تعددت أسماؤها إلا لشرفها. كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى كما قالت العرب..اشتغل الصوفية على التفنن في مدحها والإسهاب في تعريفها، وهم أسعد حالاً عندما يطنبون في وصفها، تُــسـعـفهم اللغة في ذلك تارة، وتضيق عليهم العبارة أطــواراً.

ابن الفارض:
يقــولون لي صـفها فأنت بوصفــها خبــير
أجــل، عـنــدي بأوصافـــــها عــلم

صـفــاء ولا ماء، ولــطف ولا هــــــــواً
ونورٌ ولا نار وروح ولا جــــســـم

وهامت بها روحي، بــحــيــث تمازجــــا
اتحـــاداً ولا جـرمٌ تخــــــلَّله جــرمُ

ولطف الأواني في الحقيــقــــــية تــابــعٌ
للطـف المعاني والمعاني بها تــنمو

وقد وقـــــــــــــع التفــــريق والكلُّ واحدٌ
فأرواحنا خمـر وأشــــباحنا كـَـرمُ

تتلاشى الكائنات وتنعدم، بل ينعدم السالك نفسُــه. يُـلغــي المريد السالك كل شيء ما عدا واجب الوجود. يلغي ذاتَه وهُـويته وما حوله من العوالم بحثاً عن ولادة جديدة. فما ترصده أمامك في الحقيقة الصوفية غير موجود، وبالتالي: فإن المعاناة التي تعتري المرء في الحياة من آلام وأحزان ووساوس واكتئاب وأحقاد وكراهية إنما هي أوهام لا وجود لها، لأن الإطـار الذي تحصل فيه كـينونة العوارض من عدم في الحقيقة الصوفية فلزم بذلك انعدام المضمون.

فالكَــرْمة التي هي مصدر الخمر لم توجد أصلا، فهو لا يمدحها وهي في الدنان أمامه يستمتع بالنظر إليها قُــبــيل شربها أو أثناءه على غرار شعر الخمريــات:

ألا فاســقـني خمراً وقـل لي هـي الخمر** ولا تَـــسقي ســراً إذا أمكن الجهــر
وصرح بــما تهوى ودعني من الــكنى ** ولا خير في اللذات من بعدها الستر.

إنما خمرة الصوفي التي يَــهــيم بها ولا يكاد يستفيق لم يَــبق منها سوى اسم ورسم لا غيرُ، فذِكِرُ اسمها لوحده يثيره ويُــلهمه ويسعده. يقول سلطان العاشقين:

ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُـــــــشاشَـةٍ
كأنَّ خَفاها، في صُدورِ النُّهى كَتْمُ

فإنْ ذكرتْ في الحيِّ أصبحَ أهــــــــلهُ
نشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثـــــمُ

ومنْ بينِ أحشاءِ الدِّنانِ تــــصاعـــدتْ
ولم يَبْقَ مِنْها، في الحَقيقَة، إلاّ اسمُ

وإنْ خَطَرَتْ يَوماً على خاطِرِ امرِئ
أقامَتْ بهِ الأفْراحُ، وارتحلَ الهَـــمُ

الزمن الصوفي كإطار للحدث ملغىً، إنما يتعامل بالزمن البرزخي، فخمرته لا تحتاج إلى زمن لتوجد فيه، لقد كانت قبل أن توجد شجرة الكرْم:

شــرِبنا على ذِكر الحبيب مُدامة
سكِرنا بها قبل أن يُخلق الكرْم.

بهذا الوصف يعطى ابن الفارض المدامة صفة الأزلية والقداسة عندما يربط صفة المحبة بصفات الحق سبحانه الأزلية التي كانت ولا مكان؛ فالمحبة اشتقاق معنوي من صفة الودود الأزلية. وهنا مفترق المذاهب الكلامية في الصفات، فمِــمّــن قال بأزلية صفات الذات ولم يقل بأزلية صفات الفعل. هنا أخذ المعتزلة طريقهم بنفي صفات الفعل تفادياً للقول بتعدد القوادم، لأن الله وحد هو القديم الأزلي وليس صفاته باستثناء صفات الذات السبعة التي يثبتونها. فمن حيث أزلية الصفات اكتسبت خمرة الصوفي أزليتها [وهذا موضوع يحتاج إلى تفصيل].

في البدء كانت المحبة

يرى الـقـوم أن الله أحب أن يخلق الخلــق فـخـلق، وذلك في الأزل؛ بعـدها أشهد بني آدم في عِــلمه على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا بلى [النداء الأزلي - الصوت القديم] لهذا كانت المحبة صفة لازمة لله عندهم. عبر عن ذلك فخر الدين الرازي بقوله:
شربنا على الصوت القديم قديمةً لــكـل قـــــديـــم أولٌ، هـي أولُ ولو لم تكن في حيز قـلت إنهــا هي العلة الأولى التي لا تعلــل

لذلك كان الخلق عندهم ناشئاً عن المحبة وأصل بدايته؛ فالخالق سبحانه هو الحبيب والمحبوب والطالب والمطلوب.

اتسعت الرؤية وضاقت العبارة

عندما تقرأ الشعر الصوفي عليك أن تتحرر من قيود اللغة المنطوقة، لغة الأصوات المباشرة الحرفية التي تسجن المفاهيم المتعالــية دون أن تتسع للمعاني؛ إذ ضاقت لغة الشعر وقوافيه وقصر اللفظ عن تصوير ما يضطرم به قلب الصوفي، فاللغة الصوفية تحاول التعبيرعن اللامحدود بما هو محدود وعن المطلق بما هو نسبي. ولقد استعمل الصوفية اللغة الرمزية قبل بروزها والإعلان عنها في العصر الحديث.
كما عليك أن تتحرر من مقولات الكم والكيف والهيئة والشكل والزمان والمكان. نعم، هم غامضون مبهمون وغموضهم مقصود، حيث يظل المرء يطوف بقلاعهم المحصنة وراء الملموس فلا يكاد يجد باباً ينفذ من خلاله، إما أن يتحدى بحثاً عن الولوج أو ينصرف راشـــداً؛ فهم يحجبون تجربتهم تحت الاستعارة والمجاز، فلغتهم إشارية رمزية موجهة إلى فئة مخصصة وليست لجمهرة القراء. تــواصلْ مع النص الصوفي بصفاء روحي منفتح غير منقبض، بلغة وجدانية تتسم بالسمو والارتقاء. اقرأها بحمولتها الروحية وبعدها الكوني، فعلم السلوك تجربة تغذيها المجاهدة والممارسة، ليست نظرية معرفية من أعمال العقل حتى يدركها. الذي يرغب في إدراك علم التصوف مجرداً عن التجربة أشبه بمن يتعلم السباحة من خلال دروس نظرية مفصلة، فإن ألــقي في الماء ليــسبح غرق. حتى القراءة الإبستمولوجية للتراث الصوفي رأيتها تحلق خارج السرب لم تكتمل آلياتها للولوج إلى الـنص الــصوفي، رغم ما لهذه القراءة من وسائل معرفية تفرض من خلالها سلطانها على النص.
لا تراهن على اللغة المنطوقة وأنت تقرأ أسفارهم فتحول بينك وبين مقاصدها.. إنما هي قناطر وأشكال يعــبُــر بواسطتها الصوفي نحو المستــقَـــر الذي سيحط فيه رحاله.. فبعد الشراب يُـلــقــون بالكأس. عندما اتسعت رؤية الصوفي وضاقت عبارته اضطر إلى الاستعانة بالرموز والإيحاءات والإشارات والتلويحات، وجعل من كل ذلك لغة، مثل فنان رسم لوحة اختزل فيها أبعاد قصة تعجز الكلمات عن تصوريرها. لكن المشكلة أن اللوحة لن يقرأها غير فــنان مـثــله، أو يلقى بها في ركن بعيد.

المدرسة الصوفية أبدعت وأنتجت معجمها الخاص بمفاهيمها الغزيرة وأجهدت في التعبير والبرهنة عن مركزية المحبة في الدين، فالمفاهيم والمصطلحات مثل الوجدان والصبابة والوجد والـتـتـيم والجَـوَى والصبابة والهيام والولع والوله والود والتصافي، رغم ترادفها النسبي وظفها الشاعر الصوفي بمهارة فائقة، حيث وضع المفردة في المكان المناسب المتسق مع السياق والمساق.

فهو يرى في المحبة [الخمرة] مدرسة كفيلة بأن تهذب أخلاق المجتمعين المـتصاحبين على شرابها وتعلمهم المروءة والعفة والرقة، والحكمة، وتشحذ همتهم وعزيمتهم وترقى بهم فيصير متـعاطـيها مِعــطاء بعد شح حليماً بعد جهالة.

تهـــذب أخـــلاق النــدامى فيهــــتـــدي بها لطـــريق العزم من لا لـه عزم
ويـــــكرُم من لم يعرف الجـــودَ كفّـــُه ويحلُم عند الغيـــظ من لا لـه حِــلـم


عندما دخل الصوفي بحر الحب أحرق مركبه لـيتكرر موته في ذلك البحر، فقد صار مدمناً للـفـناء؛ فهو لا يفقه قول من يقول ذكرت ربي، فهل يمكن أن ينسى المرء ربه حـتى يحتاج لذكره؟.
عجبتُ لمن يقول ذكرت ربي وهل أنــسى فأذكر ما نسيت
أمــوت إذا ذكرتك ثم أحـــيــــا ولولا حــسن ظنى ما حــييت
فأحيا بالــمنى وأمـــــوت شوقا فكم أحيا عــــليكـ وكـم أموت
شربــت الـحب كـأسا بعد كأس فــما نـفـذ الشراب ولا رويت

المحبة تـشحذ الهمة

المحبة تَــشحذ همة الصوفي فــيُـقــبـل على العبادة بعزيمة فوق الوصف، بحيث يرخص عنده ما غلا من أجل إرضاء الله. يقول ابن الفارض:

ولي همَّة ٌتـــعــــــلو إذا ما ذكرتهـــا وروحٌ بـــــذِكراها، إذا رَخُصَتْ، تـــغــلُو
جَرَى حُبُّها مَجَرى دمي في مَفاصلي فأصبَحَ لي، عـــــــــن كلّ شُغلٍ، بها شغلُ

غرابة الصوفي

لازال الصوفي محكوماً عليه بالغرابة واستهجان رؤيته للدين والحياة.. هو على عِــلم بمخالـفـته للسائد لكنه فخور بغرابته.. في الوقت نفسه لا يُـلزم أحداً بسلوك طريقه إلا أن تختار صحبته على بينة من أمرك في رحلته المغامِــرة، وستفهم في النهاية إن لم تستعجل، ولسان حاله يقول لك: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف70] مستوحياً مرجعيته في ذلك من قصة الخضر مع موسى عليه السلام؛ فهو يريد منك قبل اتباع طريق التصوف أن تفكر بروية وتحسن الاختيار لما في الطريق من معاناة لا محيد لك عنها:

نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى مُخالـــــفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلـو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ شَهيداً، وإلاّ فالـــــغرامُ لَهُ أهْــــلُ
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بــهِ، ودونَ اجتِناءَ النّحلِ ما جنتِ النّحلُ.

تَــعَـلّمَ السالك ألا يلتفت في طريقه يمنة ولا يسرة ولا يترك شيئاً يلفت نظره أو يحجب رؤيته عن الوصول إلى الله.. حتى ظهور الكرامات له لا يعبأ بها كما يحدث لمبتــدئيهم، حيث يُــوقفون سيرهم عند حصول الكرامات وقد يسترزقون بها. لكن أصحاب الهمة العلية لا يقبلون بغير مُــجريها ومُـرسيها. يقول أبو الحسن التستري:
فلا تلتفت في السير غيراً وكلما** سوى الله غيرٌ فاتخذ ذكره حصناً
وكل مــــقام لا تــقم فـــيه إنــه** * حجاب فجدَّ السير واستنجد العونا
ومهما ترى كل المراتب تجتلى ** عليك فحل عنها فـــعن مثلها حلنا
وقل ليس في غير ذاتك مطلب ** فلا صورة تجلى ولا طرفة تجنى.

يُـحذر المربي السالكَ أن يُــشغله العطاء عن كشف الغِـــطاء؛ فالفناء والعزلة مراحل سلوكية عند الصوفي حتى يصل إلى الله سالماً من فتنها التي تلاحقه في الطريق، وتناديه: {إنما نحن فتنة فلا تكفر} [البقرة 202].

ثم إن العذاب الذي يتوجس منه الصوفي خِــيفة ويقــض مضجعه وجَــلاً يتمثـل في ما إذا أبعده الله عن رحابه وطرده عن جَـنابه.. ما عدا هذا هو سعيد مبتهج مــسلِّـم مهجتـه لله رب العالمين. فليس الحب حبًّا إن لم يؤدِ بصاحبه في عرف سلطان العاشقــيــن:

عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ أوفى مُـــحِبٍ، بما يــُرْضيكَـــ مُبْتَهــِجِ
وخذْ بـــــقيَّة ما أبقيتَ منْ رمــــقٍ لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ

الردة أزمة محبة

يرى الصوفي أن الردة تحصل للأفراد والمجتمعات عند غياب الحب. وذلك صريح القرآن الذي لا يحتاج إلى تأويل {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة 54] تُــقررالآية شأن المحبة وأهميتها في أخطر منعـرج يمر به الإيمان، وهو منعرج الردة. فعندما يرتد أفراد أو قوم كيف يدفع الله الـردة؟ هل يأتي بقوم يُعمِــلون العقل في إثبات الحق بالبرهان فيُــقحمون المرتدين بالحجة حتى يحملونهم على الإيمان حملا، أو يُــمكّن للمسلمين بالقوة والبطش فـيُدحضون أهل الردة؟ كلا. كل ذلك لا يرفع الإشكال إنما يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. بمحبتهم يلملمون شعث أمة تناثرت أجزاؤها وتمزقت شرايينها حتى ارتد أفرادها. فاتضح من خلال الآية أن الردة أزمة محبة.. تحتاج إليها أباً كنت أم أمّاً أم معلماً أم مربياً، وبالأحرى داعية، وأعظم من اتصف بها هو الله من خلال اسمه الودود، ووصف بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر} [آل عمران159].

ترجيح حافز المحبة على طلب الجنة لا يتناقـض عند الصوفية مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سؤاله الجنة والاستعاذة من النار، وفعل الأنبياء قبله مثــله {إِنّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء 90] يورد المعترض عليهم هذا الاستدلال المقتضي وجوب اقتدائهم بالنبي في العمل على الفوز بالجنة والنجاة من النار، فيجيب العارفون بكون النبي عَـبَــد الله حباً له وشكراً في كثير مواقفه: عندما قام الليل حتى تورمت قدماه وهو على يقين بضمان الجنة له.. كما استعاذ بالله من عذاب جهنم ليقتدي به عامة المسلمين في ذلك.. بذلك مـثـل قدوةً سواء لمن عبد الله طمعاً أو محبة.. فلكل وجهة هو موليها.. وليس يلزم أن يكون كل مسلم في مقام طالب المحبة. 


في النهاية

العبادة عند القوم إن كانت خوفاً من النار تكون حاصلة تحت الضغط والإكراه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة 256] إذْ لم تنبثق عن إرادة اختياريــة.. بعكس باعث المحبة الذي يحمل صاحبه على الاستزادة مما يــحب. فإذا كانت العبادة طمعاً كانت مصلحية برغماتية ينتهي الباعث عليها بمجرد نيل المطلب. ولقد سأل أحد المريدين شيخه حول إمكانية الصلاة في الجنة والحالة أن زمن التكليف قد ولى فقط تنعماً بحب الوقوف بين يدي الله. يرى الصوفي أن الله إذا أحبك ورضي عنك وأدخلك في رحابه تكون الجنة من باب تحصيل الحاصل. فالكريم إذا نزل به ضيف أكرم وفادته وبالغ في الترحيب به وإرضائه.. هذا إن كان إنساناً فما بالك بالجواد الكريم الذي وسع جوده الوجود. يتساءل الصوفي: كيف يُــحـرق الله قــلـباً بالنار طالما أضـناه الاشـتـيـاق إلى اللقاء؟ إنْ أدركتَ هذا كان بإمكانك أن تفكـك شعر ابن الفارض وتدرك لماذا عــبد الصوفــيـة اللــه لـذاتـه.

سعيد أبجطيط

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية