آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التصوف والأخلاق : حياة النبي وأصحابه كانت المنبع الفياض للمعاني الصوفية السامية

كثير من المسلمين تميل نفوسهم الى الزهد ويحبون الخلوة والانعزال والانقطاع عن الناس لتكون لهم ساعات يلتقون فيها مع الله عز وجل يتعبدونه ويناجونه ويتفرعون اليه حتى يكونوا ممن قال فيهم سبحانه وتعالى «يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ». وهؤلاء يقتدون برسول الله  صلى الله عليه وسلم الذي كان يعتزل الناس في بعض الأيام ويذهب الى غار حراء لعبادة الله والتفكير في خلقه وملكوته وكذلك كان الصحابة والتابعون وتابعوهم حتى يومنا هذا. 

ورغم أن التصوف من القضايا التي يثور حولها الجدل في أيامنا هذه خاصة من جانب بعض المسلمين الذين يرفضون التصوف ويهاجمون الصوفية الا أن المتصوفة في العالم يعدون بالملايين بل هناك بلاد يغلب عليها التصوف كما هو الحال في جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز ومعظم الدول الأفريقية. 

في هذا الحوار مع الدكتورة نجلاء محمد جمعة الأستاذة بكلية الدراسات الانسانية بجامعة الأزهر نتعرف على التصوف ومصادره والجدل الذي يدور حوله. 

متى بدأ اهتمامكم بالتصوف؟ 

ـ بدأت اهتماماتي بالتصوف منذ كنت طالبة في السنة الثانية بكلية الدراسات الانسانية بجامعة الأزهر ففي تلك السنة درسنا قصة «رابعة وبكتاش» للشاعر فريد الدين العطار فأعجبت بها وبدأت أقرأ في التصوف الاسلامي وقدمت أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في هذا المجال فكان عنوان الرسالة «فريد الدين العطار في غزلياته الصوفية.. دراسة نقدية تحليلية «وفي فترة اعداد الرسالة كنت أذهب الى جامعة القاهرة لحضور محاضرات الأستاذ الدكتور أبو الوفا التافتازاني رحمه الله في التصوف الاسلامي وأطلعت على كتبه ومؤلفاته وحاليا أقوم بتدريس التصوف الاسلامي للطالبات في كلية الدراسات الانسانية ويحظى التصوف بحب الطالبات ويجدن المتعة في دراسته خاصة الغزليات والرباعيات الصوفية. مرآة الحياة 

هل يمكنك ان تعرضى لنا رؤيتك للتصوف الاسلامي؟ 

ـ إن الزهد والتصوف يعد مرآة للحياة الاسلامية والروحية التي يخضع فيها الانسان لألوان مختلفة من مجاهدة النفس وكشف حجاب الحس وتصفية القلب وتنقيته من أدران الشهوة والهوى وقطع العلائق المادية التي تفسد عليه صلته بربه ثم هو بعد ذلك كله تأمل في الكون ومشاهدة لمبدع الكون مشاهدة سبيلها الغناء عن النفس البشرية وقوامها البقاء في الذات الإلهية والاتحاد بالحقيقة العليا والتحقيق بمعرفتها معرفة يقينية لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها. والتصوف لا يعني حرمان النفس مما أحله الله سبحانه وتعالى لكنه يدعو الى عدم الانغماس في المادة التي من شأنها طمس القلب وإظلام الروح فجوهر الدين لا يحل في نفس غرقت في الماديات ولا يحل الايمان الحقيقي في قلب متعلق بالشهوات. 

ولكن ما مفهوم التصوف في الاسلام؟ وكيف تطور هذا المفهوم؟ 

ـ مر التصوف بمراحل عديدة وتواردت عليه ظروف مختلفة لذلك تعددت مفاهيمه لكن يظل أساس التصوف الذي لاخلاف عليه أن أخلاقياته مستمدة من الاسلام ويعرف التصوف بأنه خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليه في الصفاء وبذلك يعتبر التصوف روح الاسلام لأن أحكام الإسلام كلها مردودة الى أساس أخلاقي. والحقيقة أن الأخلاق هي أساس الشريعة الاسلامية فإذا افتقرت أحكام الشريعة ـ سواء في ذلك الاحكام الاعتقادية أوالأحكام الفقهية ـ إلى الأساس الأخلاقي كانت صورة لا روح فيها وهيكلا فارغا من المضمون والايمان بالله ـ سبحانه وتعالى ـ تنافيه أخلاق مثل الحرص والجزع والخوف وعبادة المال واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان واستناد الإنسان إلى الخلق دون الخالق وقهر الضعيف واليتيم وقساوة القلب وغلظته وانعدام الأمانة وما لم يطرح الانسان هذه الأخلاق المذمومة فلن يكون إيمانه كاملا صحيحا. 

وقد أدرك الصوفية الأساس الأخلاقي للدين فجعلوا اهتمامهم موجها اليه وجعلوه علما مستقلا مكملا لعلمي الكلام والفقه واعتبر علم الأخلاق من العلوم الشرعية أي المستمدة من القرآن والسنة وقد مر التصوف بمراحل عديدة. 

المرحلة الأولى : هي مرحلة الزهد في القرنين الأول والثاني الهجريين واقتصر على العبادة والعمل من أجل الآخرة، ومع بداية القرن الثالث الهجري تكلم الصوفية في دقائق أحوال النفس والسلوك وغلب عليهم الطابع الأخلاقي وصار التصوف علما للأخلاق، وفي القرنين الثالث والرابع الهجريين بدأ يتجمع حول شيوخ الصوفية المريدون، فظهرت الطرق الصوفية لأول مرة، وكانت بمثابة مدارس يتلقى السالكون فيها آداب التصوف علما وعملا، ثم جاء الأمام أبو حامد الغزالي في القرن الخامس الهجري فأرسى قواعد التصوف على ما يتماشى مع مذهب أهل السنة والجماعة. وفي القرنين السادس والسابع الهجريين اتسع نفوذ التصوف في العالم الاسلامي وظهر صوفية كبار كونّوا لأنفسهم طرقا وأصبح لهم مريدون، وقد كثر اتباع التصوف في العصور المتأخرة لكن لم يظهر من هؤلاء شخصيات لها ما للصوفية الكبار الأوائل من مكانة روحية مرموقة. 

وما رأيكم في الذين يزعمون ان التصوف جاء من مصادر غير اسلامية؟ 

ـ هذا الموضوع كان مثار خلاف وجدال لكن التصوف الاسلامي نشأ في قلب الجماعة الاسلامية أثناء عكوفها على تلاوة القرآن الكريم والأحاديث النبوية. والتصوف ـ كما قلنا ـ أخلاق دينية ـ فمن الطبيعي أن يكون الاسلام مصدره فالتصوف مستمد من القرآن والسنة وأحوال الصحابة وأقوالهم. وجميع مقامات الصوفية وأحوالهم ـ التي هي موضوع التصوف أصلا ـ مستندة الى شواهد من القرآن الكريم. واذا تأملنا حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل نزول الوحي لوجدناها تنطوي على معاني الزهد والتقشف والانقطاع والتأمل في الكون فقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلما أقبل شهر رمضان يذهب الى غار حراء متبعدا من صخب الحياة زاهدا في نعيمها ـ متقللا في مأكله ومشربه متأملا في الوجود.. فأتاح له ذلك كله صفاء القلب. وقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء صورة أولى للحياة التي سيحياها ـ فيما بعد الزهاد والصوفية وبعد نزول الوحي كانت حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضا تتصف بالزهد وحافلة بالمعاني الروحية التي وجد فيها الصوفية منبعا فياضا لهم. ويؤثر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقوال كثيرة حافلة بالمعاني التي استنبطها الصوفية وطوروها في شكل نظريات ذوقية قائمة على أساس المعاناة والخبرة، فقد دعا النبي الى الزهد فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله وأزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس». وتحدث أيضا عن الشكر والصبر فقال: «الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ: تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ» وحث على التوكل والتسليم بقضاء الله فقال: «اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً». وقد احتوت بعض أدعية الرسول على كثير من المعاني الصوفية مثل قوله: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا ، وَاجْعَلْنِي صَبُورًا ، وَاجْعَلْنِي فِي عَيْنَيَّ صَغِيرًا وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا». ومن الأحاديث القدسية التي تنطوي على معاني صوفية قوله عز وجل: «وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه»

كذلك كانت حياة الصحابة وأقوالهم منبعا استقى منه الصوفية لأن حياتهم وأقوالهم حفلت بالشيء الكثير من الزهد والورع والتقشف والإقبال على الله. فمن أقوال أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ «من ذاق من خالص المعرفة شيئا شغله ذلك عما سوى الله واستوحش من جميع البشر». ومن أقوال عمر بن الخطاب ـ رضي اله عنه ـ «الخير كله في الرضا فان استطعت أن ترضى وإلا فاصبر». ومن أقوال عثمان ـ رضى الله عنه ـ «وجدت الخير مجموع في أربعة أولها: التحبب الى الله تعالى: والثاني: الصبر على أحكام الله تعالى، والثالث الرضا بتقدير الله عز وجل والرابع: الحياء من نظر الله عز وجل». وسأل رجل الامام علي ـ كرم الله وجهه ـ عن معنى الايمان فقال: «الايمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد». 

والحياة الروحية الاسلامية ليست موجودة فقط عند النبي وصحابته وإنما وجدت عند التابعين أيضا وتابعيهم حتى يومنا هذا.
 إذن نخلص إلى ان التصوف الاسلامي مصدره القرآن والسنة وأفعال الصحابة والتابعين وليس مصدره فارسيا أو هنديا أو مسيحيا كما يزعم البعض. 

وماذا عن الحب الالهي عند الصوفية؟ 

ـ المحبة الالهية هي حالة ذوقية تفيض على قلوب المحبين مالها سوى الذوق إفشاء وكل ما قيل عن المحبة ما هو إلا بيان لآثارها وتعبير عن ثمارها وتوضح لأسبابها. وقد دعا القرآن الكريم الى هذا الحب المتبادل يقول تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ». وفي السنة وجه النبي أصحابة إلى المحبة وقد بشر ـ صلى الله عليه وسلم ـ المحبين بالمعية مع محبوبهم فقد روي عن أنس رضى الله عنه  أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ البَادِيَةِ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: «يا رَسولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قالَ: ويْلَكَ، وما أعْدَدْتَ لَهَا قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: إنَّكَ مع مَن أحْبَبْتَ فَقُلْنَا: ونَحْنُ كَذلكَ؟ قالَ: نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَومَئذٍ فَرَحًا شَدِيدًا». 

وهكذا تعلم الصحابة والتابعون والزهاد والصوفية الحب من القرآن ومن الأحاديث النبوية، ولعل رابعة العدوية هي أول من هتف في رياض الصوفية بنغمات الحب شعرا ونثرا ومن أقوالها :
أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ       وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك  
فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ      فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ

وفي المحبة الآلهية تحدث كثيرون من الصوفية وأنشد الكثيرون من الشعراء الذين فروا من دنياهم بمواجيدهم ومذاقاتهم الى الملأ الأعلى. 

وما علامات محبة العبد لله ومحبة الله للعبد؟ 

ـ محبة الله للعبد كما يقول المجويري ان ينعم عليه كثيرا ويثيبه في الدنيا والآخرة ويكرمه بالأحوال الرفيعة والمقامات السنية ويقطع سره عن الالتفاف الى الغير ـ وهو المؤنس له ـ بلذة المفاجأة في خلواته والكاشف له عن الحجب بينه وبين معرفته حتى يشاهده كأنه يراه بقلبه. 

يقول الامام الغزالي : «إن محبة الله للعبد أن يتولى الله أمره ظاهرة وباطنه سره وجهده فيكون هو المشير عليه والمدبر لأمره والمزيد لأخلاقه والمستعمل لجوارحه والجاعل همومه هما واحدا والمبغض للدنيا في قلبه والموحش له من غيره أما محبة العبد لله فهي صفة تظهر في قلب المؤمن المطيع بمعنى التعظيم والاكبار ليطلب رضاء المحبوب ويصير بلا صبر في طلب رؤيته وقلقا في الرغبة في قربه ولا يسكن الى أحد دونه ويعتاد ذكره ويتبرأ من سوى ذكره ويقبل على سلطان المحبة ويطيع حكمه ويعرف الحق تعالى ويقدسه بنعوت الكمال وكذلك من علامات محبة العبد لله أنسه بالخلوه ومناجاته لله تعالى وتلاوة القرآن فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق»

وقد قال أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ «من ذاق من خالص محبة الله شغله ذلك عن طلب الدنيا وأوحشه عن جميع الخلق» وكان الثورى وبشر الحافي يقولان: «لايكره الموت الا مريب لأن الحبيب على كل حال لا يكره لقاء حبيبه». 

وقد عرف الصوفية طريق الحب الإلهي فساروا فيه يقول تعالى: في الحديث القدسي: «وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه». وقد سئل ذو النون عن المحبة فقال : «إن تحب ما أحب الله وتبغض ما أبغض الله، وترفض كل ما يشغل عن الله وألا تخاف في الله لومه لائم مع العطف للمؤمنين والغلظة على الكافرين واتباع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدين»

وما علاقة الشعر بالتصوف؟ وكيف عبر الشعراء والأدباء عن الحب الالهي؟ 

ـ للتصوف صلة وثيقة بالشعر فالتصوف مذهب القلب والشعر لسان القلب، وكلاهما يعتمد على الذوق والالهام، والمعتقد أن الصوفية اتجهوا إلى الشعر قبل أن يتجه الشعراء إلى التصوف، أما لأنهم كانوا في ذلك الوقت في حاجة الى ستر معانيهم خشية اعتراض المغترضين وإنكار المنكرين، أو أن اللغة العربية كانت لا تستطيع أداء ما عندهم من معان، وقد وجد الصوفية في الشعر مبتغاهم. 

وقد أنشد فريد الدين العطار في المحبة هذه الأبيات : 

خذ العشق وبع النفس فليست هناك      تجارة أفضل من هذه التجارة
 فمن يمت لحظة بدون عشق         فليس لتلك اللحظة كفارة
 أخرج قلبك من مقبرة النفس           فليس لقلبك الا هذه الزيارة 
اغسل جسدك بدماء العين فليس       لجسدك سوى هذه الطهارة

 ويقول سحنون بن حمزة في المحبة : «إن المحبة هي أساس الطريق الى الله تعالى وأصله وأن كل الاحوال والمقامات هي درجات للمحبة، وأن كل الدرجات والمقامات التي يكون فيها الطالب قابلة للهلاك الا مقام المحبة». ويقول عمر بن الفارض: 

نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي      فأهلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلِّ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صِفاتُهُ            ومنْ لمْ يفقِّههُ الهوى فهوَ في جهلِ

 ومن رباعيات عبد الله الأنصاري: 

لا أريد منك الحياة الخالدة ولا أريد عيش ونعيم الدنيا ولا أريد مراد القلب وراحة الروح كل ما أريده هو رضاك.

 وهكذا عبر شعراء الصوفية عن المحبة الإلهية، فالتصوف والشعر كلاهما يعتمد على الذوق والالهام. والحب الالهي فطرة في النفس الذكية تنزع بها الى تفهم حقيقتها والشوق الى التعرف على خالقها ويزداد الحب كلما ازداد الايمان، وبمقدار كمال النفس يكون الحب، وحب الله تعالى يسمو بالذوق الانساني ويحول صاحبة الى نفس راضيه مطمئنة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية