آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : المولد الشريف

كتاب : المولد الشريف


مخطوطة : المولد الشريف

تأليف : أبي رضا الشيخ سعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أطلع نورَ شمسِ النبوَّةِ، في سماء الأزلِ فأضاءت بهِ سائرُ الآفاق، وأشرق بمظاهرِ تجلي اسرار الصفات الأحمدية، قلوباً اختارَها لهُداهُ فكانت مستنيرةً بذلكَ الإشراقِ، ومحقَ بنُورِ هديِهِ ظلامَ ظُلمةِ الشِّركِ والضَّلالِ غايةَ المَحاقِ، وشيَّدَ بِمَبعَثِ خَاتَمِ النبيّين محمد صلى الله عليه وسلم أركانَ الإسلامِ، فلم يزَل بمَددِهِ إلى الأبد مَمْدُودَ الرِّواقِ، أرسلَهُ رحمةً عامَّةً ونِعمةً تامَّةً بآياتٍ ظاهِرَاتٍ، وأخلاقٍ طاهِرةٍ ومُعجِزاتٍ باهِرَةٍ، وخصائصٍ فاخرةٍ، لا يُدرِكُ حقيقةَ كُنْهِهَا الحُذَّاقُ.
أحمدُهُ سبحانهُ وتعالى هلى هذه النعمة الجليلة، وأشكرُهُ علَى إِسْداءِ هذهِ المِنَّةِ الجزيلة، حَمدَ مَنْ عَرَفَ حَقيقةَ نِعَمِهِ فَحَمِدَ وشَكَر، ولاحظَ أنْوارَ تجلّيهِ على عِبَادهِ وقتَ السَّحَر، فوقفَ بالبَابِ وطلبَ مع الطلّابِ، ودخلَ في زُمرَةِ الأحبابِ ففازَ بالقُربِ والدُّنُوِّ والتَّلاق.

وأشهد أنْ لا إلاه إلا اللهُ وحدهُ لا شَريكَ لهُ، إله، شرَّفَ شهرَ ربيع الأوَّلِ الأَنوَرِ بميلادِ نَبيِّه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم صاحبِ الجبينِ الأزهرِ، النبيِّ المُكرَّمِ المُعظَّمِ، خلقهُ من نورهِ فَتباركَ اللهُ المَلكُ الكريمُ الخلَّاقِ، وأذِنَ له في هذا الشهرِ المُباركِ بالهجرَةِ إلى المدينةِ المُنوَّرَةِ، وكَمَّلَ به شرائعَ الإسلامِ، ونَقَلهُ فيهِ عندَ انقضاءِ أجَلِهِ إلى عالَمِ البَرزَخِ، فهو في قبرِهِ الشريفِ حَيٌّ يَرُدُّ على مَنْ سَلَّمَ عليهِ السَّلامَ، وهو الذي أُسْرِيَ بهِ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجدِ الأقصى إلى السَّبْعِ الطِّبَاقِ، صاحِبُ البَغْلَةِ والنَّجيبِ والحوْضِ والقَضيبِ والبُرَاقِ.

وأشهدُ أنَّ سيدنا محمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُهُ، المبعوثُ رَحمةً للعالمين، وخاتِماً للأنبياءِ والمُرسلين، نبِيٌّ، شرَّفَ اللهُ بهِ الوجودَ، وكمَّلَ بمَبعَثِهِ السُّعُودَ، فما أكمله من نبيٍّ، وما أجملَهُ من رسولٍ، وما أسعدَهُ من مولودٍ، نبيُّ الرَّحمةِ، وكاشفُ الغمَّةِ، وشفيعُ الأمَّةِ إذا ضاقَ بهمُ الخَنَاق. سيِّدُ الكونينِ وإمامُ الثَّقَليْنِ وجَدُّ الحَسَنَيْنِ، وقامعُ الحِزْبَيْنِ أُولِي الشِّرْكِ والنِّفَاقِ، صَاحِبُ المَقامِ الرَّفيعِ والحُسْنِ البديعِ، فيَا سعادَةَ مَنْ آمَنَ بِهِ واتَّبَعَهُ وصدَّقهُ، ويا شقاوةَ مَن أَعرضَ عن ما جاء به وضيَّعَ عُمُرَهُ في اتِّباعِ اللَّهْوِ والشيطانِ وأنفقَهُ، فذلك مالَهُ في الآخِرَةِ مِنْ خَلاق، تَلَفَّتَتْ أبصارُ بصائرِ سكَّانِ الجِنانِ لمُشاهدة جَمالِ سيِّدِ ولَدِ عَدْنَانِ، وحَنَّتْ أرواحُ الحُورِ مِن الغُرَفِ والقصُورِ للتملّي بصاحِبِ الوجهِ الجميلِ، والطرفِ الكحيلِ، والكَوثرِ والسلسبيلِ، وتطاولتْ منهمُ الأعناق.

اللهم صل وسلم وبارك على هذا النبيِّ، الذي تَوَّجْتَهُ بِتاجِ الكَمالِ، وجمَّلْتَهُ بصفاتِ العزِّ والمبرّز والمحامد والجمالِ، وأرسَلتَهُ بالحقِّ بشيراً ونذيرا، وبعثتَهُ مُتَمِّماً لِمَكارِمِ الأخلاقِ ، أكرمُ مَنْ بجاهِهِ العريضِ سُئلَ، وأقربُ مَن بواسطتِهِ لكلِّ خيرٍ يُؤملُ، طيِّبُ الأنسابِ والأحسابِ والأعراقِ، وعلى آله وأصحابه مصابيح الهُدَى ونُجومِ الاقتدا، الذين بذلوا النفوسَ والأموالَ على العِداَ، وقاموا لِإِعْلاءِ كلمةِ التَّوحيدِ مُجتهدين على قدَمٍ وسَاقٍ، صلاةً وسلاماً دائمَيْنِ، تُطلِقُ بها نُفوسَنَا من كلِّ قَيْدٍ يَمنَعُ التَّلاقِ، ويكونانِ لنَا دُخراً نَفوزُ بهِ يَومَ الميعادِ والميثاقِ.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية