آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التجريد في كلمة التوحيد -13

فصل 

أشهد على نفسك لعلمه نسيانك ( أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنـَسُوهُ ) أشهدك على نفسك لعلمه بأنك ظلوم جهول ( وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) أشهدك على نفسك حتى لا يقبل إنكارك بعد إقرارك ، ولما أشهدهم على أنفسهم و أخذ على كل العالمين العهد والميثاق اشترى من عالم الفضل أنفسهم علماً منهم بأنـهم يضعفون عن مجاهدتها ومكابدتها فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ) .

فصل

و إنما قال " اشْتَرَى أَنْفُسَهُمْ " ولم يشترِ " قُلُوبَهُمْ " ، لأن القلب لما كان لا يستعبده شيء من المخلوقات ولا يسترقه شيء من الموجودات ، لأنه لا يأنس إلا الحق و لا يطمئن إلاَّ بذكره ، خلص عن رق الأغيار فصار بمنزلة الحُـرِّ ، والحـُرُّ لا يباع ولا يشترى ، كالنفس لما كانت تسكن إلى الشهوات وتركن إلى اللذات وتستعبدها كل شهوة وتسترقها كل لذة صارت بمنزلة العبد ، والعبد يباع ويشترى ويجوز عليه البيع والشراء ، هذا رشح من إناء ماء ظاهر الشرع ومزاج من العلم الظاهر ،لأن الكلام يجرى على قدر نقد الوقت ، إن صفوت صفا لك و إن مزجت مزج لك . 
جواب آخر : إنما كان الشراء للنفس دون القلب ، لأن القلب مشتغل بالحق دون الخلق والنفس معرضة عنه، فاشترى النفس لشغلها بالخلق عن الحق . و إن شئت قلت : لأن النفس جُـبـِلتْ على صفات مذمومة وخصال سيئة وهى محل الآفة ومواطن المخالفة ، والقلب جُـبـِلَ على صفات محمودة وخصال حسنة ، وهو موطن الطاعة والعبادة فاشترى النفس دون القلب لينقلها من الصفات المذمومة إلى الصفات المحمودة ومن صفاتها إلى صفات القلب .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية