فــصـــل
افتَحْ بصر بصيرتك فإنه ليس في الوجود شيء إلا وهو يقول : " لا إله إلا الله " ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) يدلّ بوجوده على موجده وبخلقه على خالقه، وفى كل شيء له آية تدل على أنه الواحد.
فــصـــل
تظن أن شمس التوحيد إنما طلعت عليك فقطن كلاّ وحاشا، والطّير صافّات كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) ولكن خصّصكم بالتكليف وتعظيماً وتفضيلاً لكم على غيركم، لاحاجة إليكم، فتكريمكم منّا وتفضيلكم بنا، وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.
فــصـــل
أتُرى أوجدناكم من كتم العدم إلى فضاء الوجود ، وأمرناكم بالعبودية والتوحيد لا لحاجة إليكم أو نعت الإلهية مفتقر إلى وجودكم أو صفة الوحدانية متوقفة على شهادتكم ؟ كلاَّ وحاشا ، صفة الإلهية و الوحدانية لا تتوقف على شهادة شاهد ولا تستر بمعاندة جاحد ولكن قَصُرَتْ أبصار الخفافيش عن إدراك الشمس بعد أن علموا بوجودنا؛ فإن الخفافيش إذا طلعت عليهم الشمس يقولون ناموا فقد جنَّ الليل ، علموا بوجودنا وعَمَوْا عن إدراكها للقصور في أبصار الخفافيش لا في الشمس .
أنا الأحد في الأزل والأبد ، شهدتم أو جحدتم شئتم أو أبيتم ، فإن شهدتم فذلك نصيبكم من نَعْتِ القِدَم ، و إن جحدتم فوجود القدم لا يتوقفف على وجود الحدوث، بل وجود الحُدوث موقوف على على وجود القِدَم ووجود المُحدَث فقير إلى وجود القِدم ( أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) .