المكتوب التاسع
أيُّها العَزيز أَعْرٍضْ عن دَوَاعي شَهواتِ (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) واخْرُجْ من غَفلَةِ مَوَاطِنِ (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا) واجْتَنِبْ صُحْبَةَ أهْلِ قَسْوَةِ (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ) واسْتمعْ بِسَمعِ قلبكَ من مُنادي (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ) نِداءَ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)وانْتَبه من نومِ غُرورِ (وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) تَنبيه (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) واسأل عن أخبارِ مَقامات أهلِ حُضُورِ (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ)وسافِر إلى كعبة المقصودِ بِقِدَمِ الرَّأسْ ِفي بادية انقطاعِ (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) بزادِ تَجريدِ (قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ) على رَاحلة تَفويضِ (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) مع قافلةِ أهلِ صِدْقِ (وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) و اعبُرْ عن مَساكنِ زَخارفَ دُنيا (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا) واسْلِمْ من سُبُل مَهالكِ فِتَنِ (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) واسْتَقبِل مناهِجَ مَسالك هُدَى (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) وادْعُ بِلِسانِ اضْطِرَارِ (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) بالتَّضَرُّعِ والعَجزِ قائلًا (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) حتى يُواجهُكَ مُبَشِّرُ عنايَةِ قَديم (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) بِبِشارَةِ تَحِيَّةِ (سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) ويَحْمِلُكَ على (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) ويدعوك الى جنات النَّعيمِ (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ) فيَهبُ عليك نسيمُ عَنْبَر الوِصالِ مِن كلِّ جانبٍ وتُدارُ أقداحُ شَرابِ المحَبَّةِ بِأيدِي سُقَاة الغيب بفِنَاءِ مشاهد الشُّهود (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً) ويَسْمُرُ مُنَادِمَ الأُنس سَمْرَ (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) و يَطْنُبُ في ديباجَةِ (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً) فتذوقَ نَواظرُ عُيونِ البصائرِ سَكراتِ حالاتِ (وَخَرَّ موسَى صَعِقاً) فلما عايَنتْ آثار مشاهدات (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ الى ربها ناظرة) اعترفت بالعجز وقالتْ بلسان الحالِ (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ).