فأخبر من في الحي عني، ظاهرا،
بباطن أمري، وهو من أهل خبرتي
أي: اطلع فأخبر الرقيب لمن في الحي (يعني : أهل العالم): ظاهرا بما كان في باطني من أمر المحبة والهوى، والحال أنه من أهل الخبرة والعلم بحالي.
كأن الكرام الكاتبين تنزلوا
على قلبه وحيا، بما في صحيفتي
أي: كأن الكرام الكاتبين الذين يكتبون أعمال الناس من الملائكة تنزلوا على قلب الرقيب بما ثبت في صحيفة قلبي وانتقش على سبيل الوحي والإلهام حتى عرف الرقيب كل ما يخطر فيه.
وما كان يدري ما أجن، وما الذي
حشاي من السر المصون، أكنت
أي: وما كان يعلم الرقيب ما أخفيه عنه واستره من العشق والمحبة ولا أي شيء في باطني من السر المصون المحفوظ منه ومن غيره
وكشف حجاب الجسم أبرز سر م
به كان مستورا له، من سريرتي
أي : لكن كشف حجاب الجسم أظهر له سر شيء كان مستورا بالجسم من سريرتي وباطني فاطلع عليه.
فكنت بسري عنه في خفية، وقد
خفته، لوهن، من نحولي أنتي
أي : وكنت باعتبار السر الذي لي قبل كشف الحجاب مخفيا عن الرقيب ، والحال أن أنتي قد جفت على سري بإظهاره على الرقيب الحاصلة لأجل وهن وضعف لحقني من النحول (ويجوز أن تكون الباء بمعنى اللام ومتعلقا بخفية): أي : وكنت مخفيا بسري عن الرقيب (فضمير عنه عائد إلى الرقيب وضمير خفية إلى السر واللام في الوهن للتعليل).
فأظهرني سقم به، كنت خافيا
له، والهوى يأتي بكل غريبة
أي: وكنت بسري مخفيا عن الرقيب فأظهرني له سقم به كنت مختفيا عن الأعين إذ أضناني بحيث لا تقدر أن تدركني عين، والحال أن الهوى يأتي بكل غريبة : وهي كون السقم مظهرا له ومخفيا، وهو أمر عجيب لكونه جامعا للضدين .
وأفرط بي ضر، تلاشت لمسه
أحاديث نفس، بالمدامع نمت
أي: تجاوز الضر عن الحد بحيث أنني أحاديث النفس التي كالمدامع نمامة.
كنت اود سماع القصيدة بشكل صحيح لما بها من مفردات بعيدة عن الاذان
ردحذف