ترجمة المؤلف :
الشيخ: محمد حياة السندي المدني:
كان من العلماء الربانيين وعظماء المحدثين قرن العلم بالعمل وزان الحسن بالحلل.
واسم والده: ملا فلاريه من قبيلة: جاجر الساكنة في أطراف عادلبور: بليدة من توابع بكر.
ولد بالسند ورحل إلى الحجاز وحج وتوطن مدينة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتتلمذ على الشيخ: أبي الحسن السندي – نزيل المدينة المكرمة – وبرع في الحديث وأخذ الإجازة عن: خاتمة المحدثين الشيخ: عبد الله بن سالم البصري وشد حزامه على درس الحديث النبوي وأفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي وكان يعظ الناس قبل صلاة الصبح بالمسجد الشريف وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم وأقبل عليه: أهل الحرمين ومصر والشام والروم والهند بالاعتقاد والانقياد وعاش عيشة مرضية ولقي الله – سبحانه – يوم الأربعاء السادس والعشرين من صفر سنة 1163، ودفن بالبقيع.
ومن تلامذته: السيد العلامة: غلام علي آزاد البلجرامي والشيخ المحدث الفهامة: محمد فاخر الإله آبادي وغيرهما – رحمهما الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي أنطق أولياءه بالحِكم، وأجرى على ألسنتهم جوامع الكلم، والصلاة والسلام على حبيبه الذي حباه أعلا الآلاء والنعم، وآله وصحبه وأمَّته خير الأُمم.
أما بعد، فهذا شرح وجيز على حِكَم العارف بالله تاج الدين أحمد ابن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي، قدس الله سره، الذي كلماته تدل على كماله، واقواله تدل على احواله، وبيانُه يكفي عن عيانه.
مِنْ عَلاَماَتِ اْلإِعْتِمَادِ عَلىَ الْعَمَلِ نُقْصَانُ الرَّجَاءِ عِنْدَ وُجُوْدِ الزَّلَلِ.
أي : من علامة اعتماد العامل على عمله الصالح الذي يُرجى به الثواب نُقصانُ رجائه في وجود الله الذي ليس إنعامه وإفضاله وإكرامه بمعللة بالعلل، بل هي عطاياه على عبيده بمحض الفضل عند صدور الإثم، إذ لو كان رجاؤه في فضله لمقتضى ذاته تعالى لما اختلَّ عند وجود الزلل منه.
وفي هذا الاعتماد شوب من الإشراك المنافي لكمال التوحيد عند أهل التفريد. والكريم يُرجى جُودُه لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
وهذا لا يُنافي الطَّمعَ في إحسانه بمقتضى عدله عند الابتلاء بالمعصية.