آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم العطائية / السندي - 2

شرح الحكم العطائية / السندي - 2

{إرادَتُكَ التَّجْريدَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ في الأسْبابِ مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفيَّةِ، وإرادَتُكَ الأَسْبابَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ فِي التَّجْريدِ انْحِطاطٌ عَنِ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ}


(إرادتُكَ التَّجريدَ) عن العلائق لا تُكرَه شرعًا (معَ إقامَة اللهِ) الحكيم في أموره كلها ( إيّاكَ في الأسْبابِ) التي لا تُخالفُ شَرعَه (مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفيَّةِ) الكامنة في نفسك الأمّارة التي تشتهي سوى ما أقامها فيه بارئها الحكيم من الأسباب التي أباح مباشرتها لعباده وجعلَ في ربط المسببات بها حكماً لا تُحصى وفوائد لا تستقصى،وإرادة غير ما فعله الحكيم شهوة خفية من النفس المجبولة على المخالفة، تريد الفرار من قيد الأسباب التي هي في الحقيقة موجبات لزيادة العرفان عندأهل الإيقان والاشتهار بتركها، وكفى بالمرء شرًّا أن يُشار إليه بالأصابع. والأسباب عندأولي الألباب سلم الترقي إلى قرب ربِّ الأرباب، وإنما حُجِبَ المحجوبون بها لنظرهم إلى ظواهرها غافلين عن حقائقها.

(وإرادَتُكَ الأَسْبابَ) التي تُوجب الإعراض عن ربِّ الأرباب لكثير من الناس (مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ فِي التَّجْريدِ) عنها لتتفرغ لعبادته ومراقبته ومشاهدته، وتكون من ملازمي حضرته (انْحِطاطٌ عَنِ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ) إذأولوا الهِمَم العالية يريدون دوام الحضور مع مَن يعلم ما في الصدور، وقلّ ما يحصل ذلك لأرباب الأسباب، ويرضون بما أقامهم فيه مولاهم، ويرون أنَّ ذلك هو الأولى لهم، والعبدُ يرضى بما يتصرفه فيه سيِّدُه. 

وهذا لا يُنافي استعمال الأسباب التي أباحها الله وأحبَّها. والحاصل أن العبد ينبغي له أن يرضى بما أقامه الله فيهمن الأسباب والتجريد، ويسعى في المسابقة إليه، ولا يتمنى غير ما لديه.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية