آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تنوير المريد بمعالم طريق التجديد

تنوير المريد بمعالم طريق التجديد / د.حكيم فضيل الإدريسي


تنوير المريد بمعالم طريق التجديد (قراءة في وصية العارف بالله سيدي حمزة القادري البودشيشي).


بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله تعالى نحمده ونستغفره ونتوب إليه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلن تجد له وليا مُرشدا.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ومولانا محمد طب القلوب ودواءها، وعافية الأبدان وشفاءها، ونور الأبصار وضياءها، وعلى آل بيته الأطهار الطيبين، وصحابته الأكرمين، وعلى كل من دعا بدعوتهم واهتدى بهديهم من أولياء الله العارفين وصالح المؤمنين، والحمد لله الذي جعلنا منهم وفي صحبتهم، اللهم ثبتنا على ذلك إلى يوم لقاءك يا رب العالمين.

أما بعد : ليس من باب الصُّدف أبدا اختيار هذه المواضيع، أولا : لأننا تربينا على يد العارفين والصالحين، وشَرِبنا منهم، وعرفنا منهم. ثانيا : لأن من أحق الواجبات علينا، وأوجب الواجبات علينا جميعا نحن الفقراء الذين عِشنا مرحلة مع سيدي حمزة، ونعيش اليوم هذه المرحلة الجديدة مع سيدي جمال حفظه الله، لا بدَّ ان نرجع إلى الخبر الصادق، والوصية الثابتة، التي وضعها سيدي حمزة رحمة الله عليه، والتي تُعتبر بشهادة الكثير من الإخوة وغيرهم أنها تعتبر نصا رائدا في علم التصوف، وفي مقاصد هذا العلم، واخترت له عنوانا وهو "تنوير المريد بمعالم طريق التجديد" قراءة في وصية العارف بالله سيدي حمزة القادري البودشيشي قدس الله سره، ولا أدعي أنني سأحيط بهذه الوصية المُثلى وإنما سأحاول أن أشير إلى مضامينها، وإلى أهم ما جاء فيها تذكرة لنا جميعا وتجديدا لهمة المريد في الطريق ونشرها في صحبة الوارث الأوحد سيدي جمال حفظه الله.

قبل البداية في تحليل مضامين هذه الوصية المباركة، أحب أن أشير إلى مجموعة من الأمور والقضايا المتصلة بموضوع الوصية :

أولها : أن كتابة وصية في هذا الإطار، والإشهادُ عليها والمصادقة عليها إداريا، حدث تفردت به الطريقة القادرية البودشيشية في هذا العصر الحديث، وإن كان يدل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الموصي على قدر كبير من الثقة بالله، وعلى قدر كبير من المسؤولية بين يدي الله، وعلى قدر كبير بمعرفة الموصى إليه.

ثانيا : أن الوصية أصل من أصول وتقاليد التصوف قديما، سيرا مع روح التشريع الإسلامي، والسلوك النبوي، بما أن التصوف بالخصوص عُرف بين العلوم الشرعية الأخرى بهذه الخصوصية، وهي الوصية، "أن الشيخ الكامل المأذون في أن يوصي إلى غيره يوصي شفويا أو كتابة".

ثالثا : حديثنا في هذا الباب عن الوصية في جانبها الخاص، هو المشار إليه في السياق القرآني، بما أخبر الله به عز وجل على لسان أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، في بيان ما دعا به لهذه الأمة المحمدية المكرمة، وحَلَّاها الله به من مكارم وفضائل ومراتب في الدين خُصَّت بها دون غيرها من الأمم.
وهذه الوصية جاءت في سياق دعاء سيدنا إبراهيم لهذه الأمة، يقول عز من قائل : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
إذا لاحظتم في هذا السياق القرآني، أن سيدنا إبراهيم عليه السلام دعا لهذه الأمة بمراتب في الدين، أولُها : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ}وهي المرتبة الأولى، مرتبة التبليغ، {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} أي أحكام الشريعة، المرتبة الثانية، {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} المرتبة الثالثة، تعليم الحكمة، {وَيُزَكِّيهِمْ} المرتبة الرابعة، أي يُربيهم ويُنمي أحوالهم، هذه المراتب هي المسماة في السياق القرآني : {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} أي الملة الإبراهيمية التي وجب على سيدنا محمد أن يتبعها هي هذه الملة، بهذه الوصوف وبهذه المراتب، وبهذه المقامات، بل وأن يتبعها الوارثون لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن في هذه الوصية في الحقيقة، أمام تمام هذه الملة، وكمال هذه الملة المتجلي في وظيفة التزكية ومرتبة التزكية.

رابعا : أن الوصية لا تكون إلا لأمر عظيم، وقدرها جسيم، بل هي أمانة وجب الوفاء بها، وخاصة للأنبياء والمرسلين، والأولياء المُلهمين الذين ليس للشيطان سلطان عليهم، والذين خلوا من وصف الظن والجهل، والذين استثناهم الله تعالى بالخطاب القرآني : {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} فالإنسان هنا في الآية ليس على عمومه، فالأنبياء والرسل والأولياء والعلماء العاملون وصالحو هذه الأمة مُسْتَوْتَثْنَا من هذا الخطاب، إنها إرادة التبليغ وتعليم الأحكام والحكمة والتزكية، إنها أصول الملة، لذلك ففي هذه الوصية لسيدي حمزة رحمة الله عليه نحن أمام أمانة يريد أن يُبَلِّغها الموصي وفيها أمران :

الأمر الأول : أن سيدي حمزة قد بلَّغَ الأمانة ووفَّى بالعهد.
والأمر الثاني : أنه بلَّغ أمانة إشهاد الأتباع على الوارث الحامل لهذه الأمانة من بعده، وهو العارف بالله سيدي جمال حفظه الله، ومن بعده ابنه البار سيدي منير حماه الله.
وبعد هذا فإن القارء بتَمعُّن للوصية، يحكم عليها بأن هذا النص نص رائد وجامع في التعريف  بعلم الطريق والتصوف، وبيان الأحكام المتصلة به، من إذن ومشيخة ودلالة على الله وتربية للمريدين، ويصلح أن يكون هذا النص مادة للتحليل والدراسة والمقاربة لِما يشتمل عليه من معاني ودلالات متسعة، ويمكن أن نُقسم هذه الوصية إلى قسمين :

القسم الأول : هو عبارة عن مقدمة جامعة بالخصائص التي خصَّ الله بها الطريقة والتصوف .
القسم الثاني : هو وصية سيدي حمزة قدس الله سره إلى سيدي جمال حفظه الله، وما خصَّهُ به الله تعالى من كمالات وصفات ومزايا تدلُّ على أحقِّيته بالوراثة، وما يجب على الفقراء نحوَه من تعظيم، وما أوصاه به سيدي حمزة رحمة الله عليه من وصايا، كما أن الوصية وهذا هو المهم وهذا إن صحّ القول هو الجانب التنويري، وهناك جانب آخر في الوصية وهو الجانب التحصيني، أي أن الوصية تعتبر تحصيناً للمريد من كل الشُّبه العالقة بالسير والطريق، حتى يكون على بيِّنةٍ من أمره، فيميِّز بين الأصيل والمزيَّف في سلوك الطريق.

القسم الأول : تذكير بأهم معالم وأصول طريق التصوف الحق، الذي أجمع عليه المحققون من أهل الطريق والتي بدونها لا يُمكن أن نتحدَّث عن سنّة صوفيّة معرفية أخلاقية حقيقية :

أولا : أنَّ الدِّلالة على الله بتلقين الذكر على يد شيخ مأذون متَّصِل السَّند، هي الطريق الأقوم والمنهاج الأسلم المحققُ للسَّير باللُّطف والأمان، به تتحقق الغاية العُظمى والمقصِدُ الأسمى وذلك بانكشاف الحُجُب عن القلوب، وزوال الأكدار عن النفوس، وإدراك المقامات السَّنيَّة والأحوال الشريفة، والعلم الذي يوصلُ إلى الإخلاص الحقّ في العبادة بزوال الأغيار، وذلك تثبيت للعبودية لله تعالى وحده، بدوبان الفردانية وانطماس الأنانية وهذا هو المقصود من الصحبة.
ثانيا : أن الموصي سيدي حمزة قدس الله سره قد أدرك كل هذه المقامات فقام بشكر الله تعالى على هذه النعمة.
ثالثا : بشارة سيدي الحاج العباس بكل هذه المسائل في حياته، وتخصيصِه إيّاه بالوصية (أي سيدي حمزة) على سبيل التلميح والتصريح والكتابة المسجلة، وإشهاد الفقراء والأتباع على ذلك.
رابعا : تصديق الله لهذا الإذن، وهذه مسألة أساسية، لأن العارف الحامل لهذا السر المحمدي يتبيّن بأشياء، فبعد انتقاله ماذا يقع ؟ يتحقق ذلك الذي قال، وهذه من علامات صدق الوصية وصدق علامات الولاية. تصديق الله لهذا الإذن وذلك بظهور بشائر وأعلام الخيرات والبركات والفتوحات، لقد صَدّقَ الله ذلك كلَّه إذ تقلَّد سيدي رحمة الله عليه مشيخة الطريق بما يُقارب تقريباً من نصف قرن، جاز بالطريقة أصعب الظروف، وكان قائداً مُحنَّكاً مُؤيَّداً مُلهمًا محقِّقاً في رسالته التربوية والمعرفية، الحافلة بالمواقف الوطنية الشريفة وغيرته العظيمة عل العرش وعلى البلاد وعلى العباد، واستطاع رحمة الله عليه أن يُحقِّق إنجازاً كبيرا وهو الكونية والعالمية للطريقة، والانتشار في كل القارات والدول، إنه الفتح عند المحقِّقين، وهو نشر هذه الرحمة في الأكوان، كما أحدث سيدي حمزة ثورة غير مسبوقة في الأذكار والأوراد والتسليك، فعرفت الزوايا وبيوت الذكر تجلياً عظيما للقرآن والصلوات والأذكار الفردية والجماعية والصدقات واللطيف بأنواعه، وزِدْ على ذلك لقد ربط سيدي حمزة المريد بالله وبالرسول وبالسلف الصالح، عبر هذه القناة الهائلة، ففاضت على البلاد والعباد البركات والخيرات، وختمه رحمه الله بذكر الاعتصام، الذي يمكن أن نسمِّيَه ب"ورد المرحلة" التي مرَّ بها العالم العربي، وما استحدثته من مؤامرات الفتنة والانقسام والقتل، فبشَّر رحمة الله عليه بأن المغرب محفوظ  سالم من كل هذه البلايا، لأن أهل الله يشكِّلون السَّند والقوَّة الغيبيّة للبلد وللأمّة الإسلامية.
إنَّ الظهور في الطريق لا يدخل في باب المنافسة والذاتيّة، وإنما يدخل في تعميم الخير وإصلاح الخلائق وهذا حال الأفراد من الرجال.
خامسا : الإشارة من باب آداء الأمانة أن سيدي بومدين بن المنور، ابن عمّ سيدي حمزة رحمه الله، هو الذي له الفضل في تجديد غرس الطريقة في الدار البودشيشية، وهذه أيضا تدخل في خصائص العارف الوارث أنه صدق، ولم يدَّعِ الفضل لنفسه وإنما ادّعاه لأصحابه وأهله.
سادسا : أن الإذن الذي خصّ به سيدي العباس وسيدي حمزة، خصَّ به أيضا سيدي جمال حفظه الله، ومن بعده ابنه البار سيدي منير حماه الله.
سابعا : إنفاق المُهْجَة وبَذْلُ الجُهد في تصريف الإذن والعمل على توسيع دائرة نفعه، وفي ذلك إشارة إلى الجانب المتعلق بأخد الأسباب المادية وما تتيحه الوسائل في نشر هذه الرحمة المحمدية.
ثامنا : أن السير في الطريقة بُنِيَ على مبدأ اليُسر، ورفع الحرج، والمقاربة المتوازنة مع مستجدّات العصر، وذلك من أسمى المقاصد، التي بُنيَت عليها أُسُسُ ومقاصدُ الشريعة المحمدية السمحاء، وذلك بإقامة أركان الدين، والتحلي بالأخلاق المحمدية، وكلُّ ذلك بُنيَ على صرح المحبَّة والصحبة.

القسم الثاني : وهو في حق الوارث الأوحد سيدي جمال حفظه الله ويكون على ما يلي :

أولا : وجوب تجديد العهد للوارث المأذون الأوحد وتعظيم الرابطة معه، وذلك بعقد العزم على تجديد التَّوْبَة على يديه، وفي هذه إشارة أن تجديد العهد إنما هو بداية لعهد جديد ومع شيخ مجدِّد (التوبة على يد الشيخ المجدد إنما هي توبة من الوهم، وتوبة من التوكل على غير الله)، وفي هذا الإطار أقول أننا في وقت سيدي جمال، نحن أمام تجربة معرفية سلوكية فريدة وجديدة، إنه (سيدي جمال) امتداد لهذا الصرح العظيم، الذي بناه آبائه وأجداده، ولأنه امتداد يضمن الخصوصية للوارث وتفريدا للمُجَدِّد، ذلك أن الدائرة المَعرفية والسلوكية عند أهل الله متَّسعة يقول أهل الله : "الدائرة في اتساع" وأنَّ التجلي الإلهي في اتساع {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فلا مقارنة بين العارفين، ولا مقارنة بين الأولياء، فليست الوصيّة هي تشابه ومطابقة كاملة بين الموصي والموصى إليه، وإلا فما معنى السر؟ وما معنى الخصوصية ؟ إنه ما خصَّه الله به كل عارف ومجدِّد، فلا مقارنة بين العارفين، نعم إن سيدي جمال تسلّم الأمانة بفتح جديد ونور جديد، فله معرفة تخصُّه وهذا هو سر الولاية، فالشيخ المجدد ليس مقلِّدا بل هو المجتهد في باب التربية.
ثانيا : أن الوارث الأوحد سيدي جمال له الإذن المُطلق في الأذكار العامة والخاصة.
ثالثا : أن الوارث مأذون في التربية بالهمَّة والحال وحكمة البيان.
رابعا : بيان مزيّة سيدي جمال أنه تحقق بولادة جديدة من الصُّلب الروحاني للطريقة ، فضلا عن كونه من الصلب الترابي للأولياء، جمع بين النسبتين : نسبةٌ إلى آباءه وأجداده الأولياء، ونسبةٌ إلى الروح، أي أنه تحقق له ميلاد وولادة جديدة من الصُّلب الروحاني من صُلب الطريقة ، وفي ذلك إشارة أن استحقاق المشيخة عند سيدي جمال ليس بالبنوة أي أنه ابن الشيخ، بل الشرط المذكور، هو أن لا يعتقد أحد أن انتقال السر يكون على سبيل الوراثة بل يكون على سبيل الاستحقاق.
خامسا : (أن نشأة الوارث المأذون يجب أن تكون على الطهارة والصلاح)، وسيدي جمال نشأ على الطهارة والصلاح، وشهادة البعيد والقريب على ذلك، وأنه صاحب أحوال شريفة، وأخلاق سَنِيَّة، وفي هذا إشارة أنَّ الشيخ لا بدَّ أن يكون معروف الأحوال.
سادسا : أن سيدي جمال أهل لحمل هذه الأمانة، لِما سَيُظهره الله، ويفتح عليه ويتلقاه في وقته من ربه، وفي ذلك إلى خصوصية الإذن.
سابعا : وهي عبارة عن بيان ما يجب أن يحرص عليه الوارث :

أولا : حسن الظن بالجميع، وهذا خُلق محمدي لمن جعله الله رحمة للخلائق.
ثانيا : الدعاء لولاة الأمور، وفيه إشارة أن الوارث المأذون لا يجب أن يدخل في المنازعة مع ولاة الأمور، بل أن يَدعوَ لهم بالخير، وأن يساعدهم على بناء صرح الدولة.
ثالثا : الرفق بالأتباع والحرص عليهم، من الوقوع  في مواطن الفساد بالنصيحة والموعظة.
رابعا : الإصغاء للعلماء العاملين، وفي ذلك بيان أن الطريقة ليست منعزلة عن سياقها الاجتماعي.
خامسا : إسداء المعروف للمحتاجين والإحسان للآل والمقربين.

 د.حكيم فضيل الإدريسي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية