تُحفةُ السَّالِكِين ودَلاَلَةُ السَّائِرِين لِمنْهَجِ المُقَرَّبِين
في علم التصوف . والأدب . والأخلاق . والمواعظ
تأليف : العلامة محمد المنير السمنَّودي
بسم االله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ للّهِِ الذي أَزالَ الرَّانَ عَنْ قُلُوبِ الْعَارِفيِن وأَبْرَزَ مِنْ سَمَاءِ الذَّاتِ نُور شُمُوس الأسماءِ لوصول السَّائرين وأَخْرَجَ فُؤادَ الأَحْبَابِ مِنْ ضِيْقِ الإحْتِجَابِ إلى النُّورِ المُبِينْ، ورَسَمَ بِيَد العِنَايَةِ سَطْرَ آلاءَ أنْعَامِهِ في صَفَحَاتِ أَلْوَاحِ عقول المُنْكسرين الذي أَحْيَا أَمْوات المَقَامَاتِ بِوابِلِ غَيْثِ الأَذْكارِ لإِنْبَاتِ العُلوم اللدُنّيَةِ في فُؤادِ الوَاصِلينَ أَحْمَدَهُ حَمدَ مَنْ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ خَمْرِ مَحَبَّتِهِ شَرابَ اليَقِيْن وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لاَ شَرِيِكَ لَهُ شهادَة مَنْ أَقَرَّ بِهَا بِذُلِّ العبُودِيَّةِ كانَ من الموقنينَ وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا ومَوْلاَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ مُوضِحُ طَريِقَ المُقرَّبِينَ الذي أُنْزِلَ عليه ﴿والذيِنَ جَاهَدوا فيِنا لنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِين﴾(العنكبوت: 69)صلَّىَ اللَّهُ علَيهِ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ الذينَ مَشُوا على طَرِيقَتِهِ وتَحَقَّقُوا بِحَقَائِقِ الدِّينْ.
وبَعدْ : فَيَقُولُ العَبْدُ الفَقيرُ مُحَمَّد المُنِيرْ السمنّودي قَدْ سَألَنِي بَعْضَ الأخوانِ رَزَقَنِي اللَّهَ وإِيَّاهُم اليَقِينْ والوُصولِ إلى مَقَامِ التمِّكِينِ أَنْ أجْمَعَ شَيئاً ممَّا يَحْتَاجهُ الرَّاغِب في سُلُوكِ الطَّريقِ ومَنَازِلِ أهْلِ التَّحْقيقِ فَقَرَعْتَ عِنْدَ ذَلِكَ بَابُ الإسْتِخَارَةِ بيد الإفتِقارِ وأسْبَلت الدُّموع مِنْ مُقْلَتي الذُّلِ والإنْكِسَارِ وعلِمْتُ بأَنِّي لستُ منْ رجالِ هذا الميدَان ولا مِمَّنْ تَجوُلُ فيهِ مِنْ فُحُولِ الفُرْسَانِ فَحِين أمَدَّني شَيْخي وقُدْوَتي إلى اللَّهِ الشَّمس الْحَفني بنَظَرِهِ سِرْتُ في بَحْرِ عُرْفَانِهِ أسْبَح وبِفَيضِ إمْدادِهِ أتَنَفَّحْ فَأَجَبْتُهُ إلى ذلِكَ طَالِباً مِنَ اللَّهِ الْعَوْنَ والإخْلاَصِ وأَنْ يَكونَ سَبَباً لِنَجَاتي يَومَ القصَاصِ وسمَّيتهُ تُحْفَةُ السَّالِكِين ودَلاَلَةُ السَّائِرِين لِمَنْهَجِ المُقَرَّبِينَ ورتبتهُ على عَشَرَةِ أبوابٍ وخَاتِمَة.
وبَعدْ : فَيَقُولُ العَبْدُ الفَقيرُ مُحَمَّد المُنِيرْ السمنّودي قَدْ سَألَنِي بَعْضَ الأخوانِ رَزَقَنِي اللَّهَ وإِيَّاهُم اليَقِينْ والوُصولِ إلى مَقَامِ التمِّكِينِ أَنْ أجْمَعَ شَيئاً ممَّا يَحْتَاجهُ الرَّاغِب في سُلُوكِ الطَّريقِ ومَنَازِلِ أهْلِ التَّحْقيقِ فَقَرَعْتَ عِنْدَ ذَلِكَ بَابُ الإسْتِخَارَةِ بيد الإفتِقارِ وأسْبَلت الدُّموع مِنْ مُقْلَتي الذُّلِ والإنْكِسَارِ وعلِمْتُ بأَنِّي لستُ منْ رجالِ هذا الميدَان ولا مِمَّنْ تَجوُلُ فيهِ مِنْ فُحُولِ الفُرْسَانِ فَحِين أمَدَّني شَيْخي وقُدْوَتي إلى اللَّهِ الشَّمس الْحَفني بنَظَرِهِ سِرْتُ في بَحْرِ عُرْفَانِهِ أسْبَح وبِفَيضِ إمْدادِهِ أتَنَفَّحْ فَأَجَبْتُهُ إلى ذلِكَ طَالِباً مِنَ اللَّهِ الْعَوْنَ والإخْلاَصِ وأَنْ يَكونَ سَبَباً لِنَجَاتي يَومَ القصَاصِ وسمَّيتهُ تُحْفَةُ السَّالِكِين ودَلاَلَةُ السَّائِرِين لِمَنْهَجِ المُقَرَّبِينَ ورتبتهُ على عَشَرَةِ أبوابٍ وخَاتِمَة.
الباب الرابع : فيما يتعلَّقْ بالشيخِ وشُرُوطِهْ وآدابهِ.
الباب الخامس : في بَيَانِ آدابِ المُريد مع شَيْخِهِ.
الباب السادس : في بَيَانِ آدابِ المُريد مع إخْوانِه.
الباب السابع : في بَيَانِ آدابِ المُريدِ مع نَفْسِه.
الباب الثامن : في الأسبابِ التي يستحِّقُ المُريدُ الطَّرْد منْ شَيْخِهِ.
الباب التاسع : في النِّقَابةِ والنُّقَبَاءِ وما يَتَعلَّقُ بذلكَ.
الباب العاشر : في النُّفوسِ وتَقْسِيمَها وأوصافِها والأسماءِ التي يستعمِلُها السَّالِكُ في النَفَس.
الخاتمة : في شيءٍ مِنْ مُصطَلَحِ القوم.