آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذكر الله (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)

ذكر الله (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)

فاعلم أيها الطالب – رضي الله عنا وعنك – أنَّ رضوان الله الأكبر هو أصل العبادات كلها، وإنما شُرِّعَت الشرائع وفُرِضَت الفرائض، وحض على النوافل وفرض الجهاد لإقامة الذكر وترتيبه ومراتبه.

قال الله عزَّ وجل : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه : 14] وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:45] أي : لعلكم تعقلون؛ أي : لعلكم تظفرون بنهاية البُغية وإتمام النعمة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) والنية : خالص الذكر؛ لأنها ذكر القلب، وتوجيهه العمل لله جلَّ ذكره مخلصًا، والنية : من انتويت، وهو اسم لحقيقة العبدانية الشيء حقيقة.

وقال الشاعر : 
ويَقُلْنَ شَيْبٌ قدْ علاّ       كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ

وتتبع هذا يفضي إلى علي العلم ورفيع الذكر، ورجع الكلام : فمعنى انتويت : افتعلت حقيقة ذاتي وقراره نفسي.

والذكر ذكران كما تقدَّم من الكلام في التقوى والعلم وجميع معاني العبد، فذكر أدنى ، وهو ذكر العموم من المؤمين، وذكر أعلى : وهو خاص للمخصوص من عباد الله جلَّ ذكره، وهو الذكر الكبير، ثم جملة الذكر توجد في مَوطنين، ذكر عند الطاعة، وذكر عند المعصية.

فالأول : عنه تكون المحبة، ومنه مبعثها.
والثاني : تكون عنه الخشية، وهو ينبوعها.

قال الله عز من قائل : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] أي : جنة لغلبة هواه وكسر شهوته، وجنة لطاعة ربه، وقد جاء الوعد بالجزاء على الذكر مما هو خارج عن المعقول حنى ينحصر المعتقد فيه إلى التسليم لوعد الله جلَّ ذكره، وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جلَّ جلاله أكبر جزاء مما لا غاية له تنحصر ولا نهاية تبلغ.

يقول الله جل ذكره : (إِذَا ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِذَا ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٌ مِنْ مَلَئِهِ وَأَطْيَب). فذكر الله أكبر الأعمال على كل وجه، والله جل جلاله ذاكر عبده ليذكره، فإذا ذكره أيضًا بجزاء ما ذكره.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية