ولنذكر نبذة من معجزاته صلى الله عليه وسلم على وجه الاختصار :
فمعجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تُحصى ، منها : تسبيح الحصى في يده صلى الله عليه وسلم ، ومنها : نَبْعُ الماءِ من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وشَرِبَ ورَوِيَ منه الجَمُّ الغفيرُ من الصحابة وكانوا أَلْفاً وخمسمائةِ رجلٍ، ومنها : نُطقُ الغزالَةِ والضبِّ والجمَلِ له صلى الله عليه وسلم بأفصح كلامٍ وشهادتُهُمْ برسالته صلى الله عليه وسلم، وحَنَّ له الجذعُ، وكلَّمَهُ الحجَرُ، وانشقَّ له القمرُ، وسلَّمتْ عليه الأحجارُ، وجاءت لدعوته الأشجارُ، وأشبعَ الجمَّ الغفيرَ مائةَ ألف من أقَلَّ من صاعٍ.
وقد أعطى عُكاشىة رضي الله عنه جَذْلاً من حَطَبٍ فصارَ في يده سيفًا يقاتلُ به، وقد رَدَّ عينَ قَتادَةَ بعد أن سالت على وجهه فعادت أحسنَ ممَّا كانت وما عادت رَمِدَتْ أبَداً، وأتاه ضريرٌ شَكى إليه حالَهُ فمرَّ بيدهِ الشريفةِ على عينيه فأبصر لوقتهِ، ومنها : أن تَفَلَ في عين قَتادَةَ رضي الله عنه وكان به رمدٌ فعوفيَ من ساعته، ومنها : أن نَسَجَ العنكبوتُ وباضَ الحمامُ في فَمِ الغارِ ليتخطَّاهُ الكفَّارُ، ومنها : تحرُّكُ الجبل تحت أقدامه هيبةً له، ومنها : أنَّه أُخِدَ من عَرَقِ جبهته وهو نائمٌ ورُميَ على الشَّوْكِ فصارَ وردًا أحمرَ، ومنها : أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه تناول من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعهُ في بيته فسمعَ منه صوتَ القرأنِ، ومنها : ما مشى على حجَرٍ إلاَّ لانَتْ تحتَ قدميهِ صلى الله عليه وسلم، ومنها : أنَّهُ كان يرى مَنْ خلفهُ كما يرى مَن أمامَهُ، ولله در القائل رحمه الله :
قد قيل أنَّ رسولَ اللهِ كان يرى مَن خلفَهُ كَأمامٍ وهو مشهورُ
فالعينُ بالنورِ للأشياءِ مبصرةٌ فكيفَ يخفى على من كلُّه نورُ
وعن عائشة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت : "كنتُ أَخيطُ في البيتِ فسقطَتْ الإبرَةُ من يدي وطُفِئَ السِّراجُ، فدخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأضاءَ البيتُ من نُور وجهه فوجدتُ الإبرةَ لضياءِ وجهه، فقلتُ : يا رسول الله ، ما أضوأ وجهك! ، فقال: ( يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة ) ، قالت : ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله ؟ ، قال: ( من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) "، وفي الحديث : "لا يرى وجهي ثلاثةٌ : العاقُّ لوالديه والتاركُ لسنَّتي ومن لم يصلِّ عليَّ إذا ذُكِرتُ بينَ يديه".