آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : مناقب الشيخ الهادي بن عيسى


كتاب : مناقب الشيخ الهادي بن عيسى

مخطوطة : أجوبة سيدي أحمد الشريف على أسئلة أهل الطريقة العيسوية، أو مناقب الشيخ الهادي بن عيسى.


المؤلف : سيدي أحمد الشريف


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا ومولانا  محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد : فإن الشيخ الكامل القطب الواصل محمدة السالكين وإمام العارفين سيدنا ومولانا محمد بن عيسى رضي الله عنه وحشرنا وجميع أشياخنا وأحبتنا في زمرة أتباعه، قد عَرَّفَ به جماعة من العلماء كابن عسكر في درجته، والفاسي في ابتهاجه، والغزالي في مختصره، وحاصل كلامهم فيه أنه رضي الله عنه أنه من عرب سوس من ذرية سيدي أبي السباع رضي الله عنه يتصل نسبه بمولانا إدريس نفعني الله وجميع أحبتي ببركاتهم.
وأما نسبته لسفيان ومختار، فإنما هي نسبة مصاهرة فقط، لكون الشيخ رضي الله عنه نزل عندهم وصاروا له خدمًا وانتفعوا به انتفاعًا تامًّا، حتى وصل على يديه منهم جماعة من الأكابر كالشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن عمر بن داوود المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار والشيخ أبي الحجاج سيدي يوسف (الرزبدي)1، المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار نفعنا الله بجميعهم.

وأخد الشيخ رضي الله عنه الطريقة الشاذلية لمَّا رجع من قراءة العلم بفاس عن أشياخه الثلاث القطب الشهير سيدي أحمد بن عمر الحارثي السفياني دفين مكناسة الزيتون، والشيخ الكبير العارف الشهير سيدي عبد العزيز بن عبد الحق التبَّاع دفين مراكش، والشيخ الرباني سيدي محمد السهلي الملقب بالصغير دفين وادي اللبن من ناحية فاس، وأخدها الأشياخ الثلاث المذكورون عن الشيخ الواصل العارف سيدي محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان الجزولي مؤلف دلائل الخيرات رضي الله عن جميعهم.

وأما كراماته فلا تعدُّ ولا تُحصى، ولا يأتي عليها حد الاستقصاء، وناهيك منها أن تلميذه الشيخ سيدي أبا الروائن المحجوب كان صَحبَ كثيراً من الأولياء بقصد التربية وله فأسٌ يمتحنهم به، فيقول للشيخ الذي يريد صحبته : يا سيدي اقبلني وفأسي، فيقول له الشيخ : قد قبلتك وفأسك، فإذا مضى له ثلاثة أيام ذهب بالفأس إلى حداد وأوقد عليه نار فيحمي الفأس في أقرب مدّة، فإذا رأى ذلك سيدي أبا الروائين قال : لا حول ولا قوة إلا بالله قد انقطع الرجاء من الشيخ وانصرف عنه إلى غيره، إلى أن لقي الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى وقال له : يا سيدي اقبلني وفأسي، فقال له الشيخ : ناولنيه، فناوله إياه ولمسه بيده المباركة وردَّهُ إليه ثم قال له : قد قبلناك وفأسك إن شاء الله، ولما مضت الثلاثة أيّام ذهب بالفأس إلى الحداد وأوقد عليه النَّار على عادته فلم تؤثر، فلما شاهد ذلك سيدي أبا الروائن فرحَ غاية الفرح ونادى بأعلا صوته : إن شيخي سيدي محمد بن عيسى هو سلطان الأولياء.
***
1 - غير واضحة في المخطوطة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية