المكتوب الحادي عشر
أيها العزيز إذا ظَهرتْ تَباشيرُ صُبْحِ نُورِ التَّوحيدِ على القُلوبِ من أُفُقِ مشارِقِ(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) واستوَتْ شُموسُ عَيْن اليَقينِ على بُرُوجِ أفلاكِ (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا) توارتْ ظُلماتُ وُجُود البَشَرِيَّةِ فِي ضَوْءِ أَنْوارِ لَمَعانِ (يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) و ظهر سِرُّ (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ) وَرفعَ النِّقابَ عن وَجهِ سَابِقَةِ عِنايةِ (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) وعَارِضْ عَسْكَرَ الشَّيطانِ ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ) في معركة (فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) بإعانَةِ جُنودِ (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ) مع عَسْكَرِ القَلْبِ وهُمْ يقولونَ بِلِسانِ الصِّدِْق و الاضْطِرَارِ (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي) ويَدعُوا مع التَّضَرُّعِ والعَجْزِ (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) فهَاتِف (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) يُنادي (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ) فَيُدرِكُهُمْ إِمْدَادُ أَسرارِ (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) مع أعلامِ (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) بطليعَةِ (إِنَّا فَتَحْنَا) وتَسلَّ سُيُوفُ (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا) مِنْ غَمَدِ (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء) وَتَصُولُ على الأعداءِ فَتُظْهِرُ آثار (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ) وَتَواترتْ أَخبارُ (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) ويُنادِي مُنادي الحالِ (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).