(مِن جهلِ المُريدِ) الذي لم يعلم ما يجب عِلْمُه له (أنْ يُسيءَ الأدَبَ) مع الله الجليل في حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله وظواهره وضمائره، (فَتُؤَخَّرُ العقوبةُ) التي يستحقها على سوء أدبه (عَنْهُ) لأنَّ العليم الحكيم لم يقدّر له العقوبة في ذلك الوقت، (فَيقُولَ) مغترًّا بحلم الحليم عن عبده الأثيم : (لَوْ كَانَ هَذَا) الذي صدر منِّي (سوءُ أدبٍ) مع الله (لَقَطَعَ الإمْدَادَ وأوجَبَ الإبعادَ) كما يكون ذلك لمُسيء الأدب، ولكنه لم يفعل ذلك، فعلم أنه ليس بسوء أدب.
(فقد يَقطَعُ المَدَدَ عَنهُ مِنْ حيثُ لا يشعُرُ) بقطعه لشدّة خفائه (وَلَوْ لَمْ يكُنْ إلاَّ مَنْعُ المَزيدِ) - الذي لَو سوء الأدب فُقِدَ لوُجِدَ - لكفاه في قطع الإمداد.
وكيف (وَقَدْ يُقامُ مقامَ البُعد) لسُوء أدبه (مِنْ حيثُ لا يَدري، ولَوْ لَمْ يَكُنْ إلاّ أن يُخَلِّيكَ) يَترُكُكَ (وَمَا تُريدُ) من سوء الأدب ولم يحفظك لكفاك في الخسران ؟َ!.
شرح الحكم العطائية للسندي
شرح الحكم العطائية للسندي