وردَّهم من تفرُّقِ العِلَل إلى عين الأزل.
أي من تَفَرُّق الوسائط التي هي المتعينات المترتبة إلى عين الذات الأحدية الأزلية حتى عرجوا كما نزلوا، والتعيُّنات هي الحدود والرسوم الخلقية الحاجبة بين الربّ والمربوب، وكل ما سوى الحق علة تفرق عقول المحجوبين وتعمي أبصار القلوب.
وبثَّ فيهم دخائر
أي نشر وأظهر فيهم ما ادخره لهم في غيوب أعيانهم من المعارف والحقائق فإنها كنوز مدخرة لهم في ذواتهم قبل وجوداتهم، كما قال عيسى عليه السلام : (لا تقولوا العلم في السماء، من يصعد يأتي به، ولا في تخوم الأرض من ينزل يأتي به، ولا من وراء حجاب من يعبر يأتي به، بل العلم محمول في قلوبكم، تأدَّبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين يظهر عليكم).
وأودعَهُمْ سَرائِرَه
أي لمَّا كشف لهم عن أسراره المدخرة فيهم ائْتَمَنَهُمْ عليها وجعلها وديعة عندهم، فهم أمناء الله في خلقه لا يحل لهم كشفها لغير أهلها.