المكتوب الثاني عشر
أيها العزيزُ اخرُجْ من مُهْلَةِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) واجْتنِبْ مِنْ مَشْغَلَةِ (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا) وارفَعْ رِجْلَ هِمَّتكَ من حَضِيضِ صُحْبَةِ المُنقطعينَ في تَيْهِ غَفْلَةِ (نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ) وارْكُضْ جَوادَ طَلبِكَ في مَيدَانِ العِشقِ واذْهبْ بِصَوْلَجانِ استِعانةِ (اسْتَعِينُوا بِاللّهِ) كُرَةَ سَبَقَةِ (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون أولئك المُقَرَّبُونَ) إلى غايةِ (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) عسى يُبشِّرُ بَريدُ دَوْلَةِ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ) بِبِشارَةِ (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) و يُعْطِيكَ مَنْشُورُ (قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ) فإذا أطْلَعْتَ رُموزَ المَكْنونَاتِ أسرَعْتَ بِقَدَمِ الرَّأْسِ الى سُبُلِ السَّلامِ (وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً) وقَصَدْتَ مُتَنَـِّزَه (أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) وسَألْتَ عن أَخبارِ خُلْدِ جَنَّاتِ النَّعيمِ (دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) فَيُدركُكَ مُبَشِّرُ عِنايةِ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى) فيُخْبِرُكَ عن مَمالكِ دَارِ سَلامِ (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) واحِدَةٌ بَعدَ واحِدَةٍ ويَدعوكَ الى سَريرِ (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) ويَتَنَوَّلُكَ بِتَنْوِيلِ (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).