آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التحقيق فيما ينسب لأهل الطريق - 5

 التحقيق فيما ينسب لأهل الطريق - 5

نعلم مما سبق، أن علم القلب وعلم الباطن وعلم السر المكنون راجعة إلى الخشية التي هي العلم النافع، وبعضهم يعبر عنها بالإخلاص، ويقول أن أجزاء الشريعة ثلاثة : العلم والعمل والإخلاص، ولعله أخدها من الثلاثة التي في الحديث الإسلام والإيمان والإحسان كما سيأتي.

مطلب الشريعة والحقيقة


 ومنها : الشريعة والحقيقة، فالأولى هي الائتمار بالتزام العبودية، وقيل هي الطريق في الدين.
والثانية : هي ما أريد به ما وضع له، أو موافقة ما هو في الواقع ونفس الأمر، قال بعضهم : هما متلازمان، لا يتم أحدهما إلا بالآخر، فالشريعة ظاهر الحقيقة والحقيقة باطن الشريعة، قال في روح المعاني(1)  في تفسير سورة الكهف : والذي ينبغي أن يعلم أن كلام العارفين المحققين وإن دلَّ على أنّ لا مخالفة بين بين الشريعة والطريقة والحقيقة ، في الحقيقة، لكنه يدلُّ أيضًا على أنَّ في الحقيقة كشوفًا وعلومًا غيبيَّة، ولِذا تراهم يقولون علم الحقيقة هو العلم اللدنِّي وعلم المُكاشفة وعلم ألوهية وعلم الأسرار والعلم المكنون وعلم الوراثة؛ إلاَّ أنَّ هذا لا يدلُّ على المخالفة، فإنَّ الكُشوف والعلوم الغيبيَّة ثمرة الإخلاص الذي هو الجزء الثالث من أجزاء الشريعة، فهي بالحقيقة مترتبة على الشريعة ونتيجة لها، ومع هذا لا تغير تلك الكُشوف والعلوم الغيبية حكمًا شرعيًّا، ولا تقيِّدُ مُطلقًا، ولا تُطلِقُ مُقيَّدًا خلافا لِما توهمه بعضهم.

**  **  **

1 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ) 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية