آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح منازل السائرين عبد الرزاق القاشاني- 6



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأول الآخر الظاهر الباطن

وصف الله تعالى بعد التوحيد بالأسماء الأربعة، ليدل على أن شهادته عن كشف وعيان ذوقي، فوق الشهادة الإيمانية العلمية، لأن أسماء الإبداء كلها من العالمية، وإبداء أم الكتاب واللوح المحفوظ ، وما فيها من أحكام القضاء والقدر، ومراتب الفعالية في عالم الخلق، والأمر يندرج كله في اسمه الأول، وأسماء الإعادة كلها من الإفناء والقهر ورجع الأمر والخلق إليه، والجزاء بالثواب والعقاب تندرج في الاسم الآخر، وما ظهر من الكل من الآخر في الظاهر وما بطن في الباطن.

الذي مدَّ ظل التكوين على الخليقة مدًّا طويلا

استعار الظل للوجود الإضافي الذي لون الحق به ذاته بلون الخلق، وإنما سماه ظلًّا لأن الظل عدم تنور المحل، يحجب ذات الظل نور الشمس عنه، فهو بالحقيقة عدم تعين بنور الشمس، فتخيل شيئاً وهو لا شيء محض، إذ لا وجود إلا وجود الحق المطلق، وتعينه بقيد الإضافة أمر عقلي لا وجود له في الخارج، إذ الإضافات اعتبارات عقلية لا عين لها في الخارج، فالوجود الإضافي أمر متخيل لا حقيقة له في الخارج كالظل، والشارح قرأ التكوين بالكاف وهو مستقيم من حيث المعنى؛ إلا أن الشيخ قدس الله روحه أورده في مقابلة التمكين، والتمكين لا يقابل التلوين، فإن التلوين والتمكين متقابلان في اصطلاحهم، والتمكين هو التمرن في شهود الحق من غير وجود الخلق، والتلوين ظهور الخلق الساتر للحق الحاجب للشاهد عن شهوده، وإنما وصف المد بالطول لسعة قدرته تعالى على خلق ما لا يتناهى من المخلوقات وبسط الوجود الإضافي على الكل دائماً.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية