آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مناقب الشيخ الهادي بن عيسى -4

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وسيد الأولين والآخرين، والرضى عت آله وأصحابه أجمعين، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد : فإنكم يا معشر إخواننا في الله وأحباؤنا من أجله، قد أرسلتم تسألوننا عن بعض أحوال شيخنا وقدوتنا ووسيلتنا إلى ربنا الشيخ الكامل القطب الواصل أبي عبد الله سيدي محمد بن عيسى رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وجعلنا في الدنيا والآخرة في حماه، طالبين منَّا الجواب الشافي عمَّا سألتم عن كل فصل هلى حدته، فأقول وبالله أستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا،إنك أنت العليم الحكيم: 

اعلموا يا إخواننا في الله، وأحباؤنا من أجله، أن شيخنا الكامل فَحْلُ الرجال، ما أدرك ما أدرك مع الله تعالى من الولاية العظمى إلا بكثرة محبته في النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى قيل فيه : "الصالحون كلهم غرفوا من بحر محبة النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ ابن عيسى غرف فيه" قدس الله سره، وحتى قيل أيضاً : "المحبة عساوية ومن لازِمِ المحبة وشرطها الاتباع والاقتداء في الأقوال والأفعال والأحوال فمن لا اتباع له لا محبة له كما قيل :

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ     هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ      إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

وفي هذا المعنى قيل أيضاً :

وقد سألت عن حال عاشقها            بالله صفه ولا تنقص ولا تزدِ
فقلت لو كان رهن الموت مِن ظمأٍ     وقالت قِف عن ورود الماء لم يردِ

فكان الشيخ رضي الله عنه كثير الاتباع للسنة النبوية قولاً وفعلاً لا يخرج عنها قيد شبر،  مجتنباً للبدعة وأهلها امتثالاً لقول الله تعالى : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داوود والترمذي، وكان إمامنا مالك رضي الله عنه ينشد ويقول : 

وخير أمور الدين ما كان سنة      وشر الأمور المُحدثات البدائع

فكان الشيخ رضي الله عنه كثير الذكر لله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم آناء الليل وأطراف النهار، حتى كان رضي الله عنه يؤاجر الأُجراء على ذلك، ويَضَلُّون يذكرون الله تعالى وفي العشاء يعطيهم أجرتهم، بهذا وصفه من وصفه من الأئمَّة المُقتدى بهم وهو معتقدنا فيه متَّعنا الله برضاه آمين.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية