وإذا تمهد لديكم هذا وعرفتموه، فلنقل في جوابكم عما سألتم عنه على قدرِ طاقتنا، ووسعنا وعلمنا القاصر، وعجزنا الظاهر:
فعن السؤال الأول : وهو هل يوجد عندنا كتاب مخصوص في ترجمة الشيخ وفي مناقبه دون الكتب الأربعة التي عندكم؟
نقول : ليس هذا الكتاب الموصوف بما ذكرتم عندنا، وإنما عندنا الكتب الأربعة المذكورة وبعض شراح الحزب الموسوم بسبحان الدائم، نعم تلك الكتب الأربعة كافية في هذا الشأن، فإن جميع من يتعرض للتعريف بالشيخ من شراح الحزب المذكور وغيرهم من المؤرخين ينقلون منها ويعتمدون عليها، ومؤلفها من الأئمة المقتدى بهم، ومن أهل التحقيق والمعرفة بأحوال الناس، فمن لا يكتفي بها لا يكتفي بخيرها من باب أولى، وقد تعرض الناس للتعريف بالشيخ الإمام القطب الهمام العارف بالله تعالى سيدي محمد بن سليمان الجزولي رضي الله تعالى عنه الذي شيخنا الكامل على طريقته ووارث سره في تآليف عديدة، كالإمام الجليل العلامة النبيل سيدي أحمد بابا السوهاني في كفاية المحتاج ونيل الابتهاج، وكالعلامة أبي العباس أحمد بن القاضي في درة الخجال المسماة أيضا جدوة الاقتباس، وكالعلامة الصوفي أبي العباس أحمد المرابي في تحفة الإخوان، وكالعلامة المحدث الصوفي العارف بالله أبي العباس سيدي أحمد بن يوسف الفاسي رضي الله عنهما، وكالعلامة المحقق المشارك أبي عبد الله سيدي محمد العربي بن يوسف الفاسي في مرآة المحاسن وغيرهُ من كتبه، وكالعلامة المحقق المؤرخ الصوفي سيدي محمد المهدي بن أحمد بن علي بن يوسف الفاسي في كتابه التُّحفة وغيره من شروحه على دلائل الخيرات، وقد خصَّه بالتأليف جماعة كالعارف بالله أبي الحسن سيدي علي صالح الأندلسي الفاسي، وكالشيخ العالم الصالح أبي العباس سيدي أحمد بن قاسم الزمراني التادلي الصّومعي صاحب التآليف العديدة، وكسيدي المهدي الفاسي في الممتع فإنه المقصود عندك بوضعه وغير هؤلاء ممن لم يحضرنا الآن ذكرهم والله سبحانه وتعالى أعلم.