في الحض على الاشتغال بالله وحده عن كل من سواه
ومنها : فاشتغلوا بما أمركم به ربكم، ولا عليكم فيمن يتسلط بإذايته إليكم، سواء كان منكم أو من غيركم، فإنكم إذا لم تنتصروا لأنفسكم، فالله تعالى ينصركم، ويتولى أمركم، وإذا انتصرتم إليها، وتوليتم أمرها، وكَّلَكم الله سبحانه إليها، ولا تقدرون على شيء -والله على كل شيء قدير-.
قال الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي قاسم الخصاصي رضي الله عنه(1) : لا تشتغل قط بمن يؤذيك، واشتغل بالله يرده عنك، فإنه هو الذي حرَّكه عليك ليختبر دعواك في الصدق، وقد غلط في هذا الأمر خلق كثير، فاشتغلوا بإذاية من آذاهم، فدام الأذى مع الإثم، ولو أنهم رجعوا إلى الله لردَّهم عنه، وكفاهم أمرهم، والسلام.
***
1 - هو العارف بالله تعالى أبو الفضل قاسم بن الحاج قاسم الخصاصي الأندلسي، والخصاصي نسبة لخصاصة مدينة على شاطئ البحر بجبل القليعة لا عمارة بها الآن، كان بها سلفه ثم انتقلوا إلى فاس.
ولد في حدود سنة اثنين وألف من الهجرة وتوفي نصف ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وألف وكان بجوار شيخه سيدي محمد بن عبد الله خارج باب الفتوح من فاس اا=لأندلس وبنيت عليه قبة.