وأما الحقد : فهو قبيح أيضا، لأنه ينتج الحسد، والتهاجي، والتباغض، والتقاطع، وتتبع عورات من أنت حاقد عليه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لَا يحلُّ لمسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ، فمَنْ هَجَرَ فَوقَ ثَلاثٍ فَماتَ، دَخَلَ النَّار»(1).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَاسَدواولا تَبَاغَضُواولَا تَدَابَرُوا، وكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»(2).
وقال صلى الله عليه وسلم : «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ ، وَهِيَ حَالِقَةُ ، لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينِ»(3).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ المِنْبَرَ؛ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ: لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ؛ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ؛ يَفْضَحُهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ»(4).
واعلم أن الهجر يجوز إذا كان لغرض شرعي، ولقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم زينب أيامًا، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زينب أن تعطي لصفية بعيرًا، فقالت : أنا أعطي تلك اليهودية، فغضب صلى الله عليه وسلم وهجرها، ذي القعدة، وذي الحجة، ومحرم، وبعض صفر.
** ** **
1 - روي الحديث بطرق وأسانيد متعددة، أخرجه البخاري في الأدب، ومسلم في البر، وأبو داود في الأدب، والترمذي في الأدب.
2 - أخرجه البخاري في النكاح باب 45، والفرائض باب 2ومسلم في البر حديث 28، 30.
3 - أخرجه أحمد في المسند165/1. والبيهقي في السنن الكبرى.
4 - أخرجه الترمذي.