وأما البخل : فهو مما ذمّه الله ورسوله، قال الله تعالى : {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9]، وقال تعالى : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[آل عمران:180].
وقال صلى الله عليه وسلم : (وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ) [1].
وقال صلى الله عليه وسلم : (السَّخِيُّ لَا يَدْخُلُ النَّارَ، وأَنَا رَفِيقُهُ، والبَخِيلُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ، وإِبْليسُ رَفِيقُهُ)[2].
وحقيقة السخاء: أن تجود بما فضل عن حاجتك والإيثار أعظم منه، لأنه أرفع درجات السخاء، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.
وأما الكبر : فهو أيضاً من الخصال المذمومة.
قال الله تعالى : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:146].
وقال تعالى : {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35].
وقال تعالى : {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ] [إبراهيم:15]
وقال صلى الله عليه وسلم : (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنَ الكِبْرِ) [3].
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ) [4].والكبر صفة في النفس، تنشأ من رؤية النفس.
** ** **
الهوامش
1 - أخرجه أبو داود في الزكاة، وأحمد في المسند، والبيهقي في السنن الكبرى، والحاكم في المستدرك.
2 - الحديث لم أجده بهذا اللفظ، وروي الحديث بلفظ :"السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة" أخرجه بهذا اللفظ الترمذي والسيوطي في الذر المنثور.
3 - رواه مسلم والترمذي وأبو داود.
4 - أخرجه أحمد في المسند والهيثمي في موارد الظمآن.