(إذا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ فانْظُرْ فِي مَا يُقيمُكَ فيهِ)
فإن أقامك فى الطاعة محفوظاً عن المعصية، وحسن الأدب معه، والتواضع له، والشوق إليه، والتعظيم له، وفيما يُشاكل هذه، فاعلم أن لك عنده قدرًا جليلًا حيث وفَّقكَ لِمَا هو عَلَمُ السعادة، فاحمده عليه، وأقبل بكُلِّيتك إليه.
وإن ابتلاك بالمعصية محرومًا عن الطاعة، وقلَّة الأدب معه، والتكبُّر، وعدم الشوق إليه، وفيما يُشبِهُ هذه، فاعلم أن قدرك مبخوس، وحظك منحوس، حيث بلاك بما هو دليل الشقاوة.
لكن مع ذلك لا تغتر بما يظهر منك من الحسنات، ولا تيأس من فضله عند الابتلاء بالسيئات؛ إذ المقْبِلُ قد يُرَدُّ، والمُدبِرُ قد يُوَدُّ فيسعده الجَدُّ. ومَدار الأمور على اللَّاحقة، وهي مَبْنِيَّةٌ على السَّابقة.
شرح الحكم العطائية
محمد حياة السندي